21‏/08‏/2007

الإرهاب يهدد محطات القطار والمكتب الوصي في دار غفلون


الإرهاب يهدد محطات القطار والمكتب الوصي في دار غفلون
النعامة ستعوض الأحصنة اللاهثة في الوصلات الإشهارية لتعكس صورته الحقيقية
"الحاجة اللي ما تشبه مولاها حرام" هكذا يقول المغاربة، ولا أرى شيئا يشبه صاحبه بقدر ما أرى قطارات هذا البلد السعيد نسخة طبق الأصل للمكتب الوطني للسكك الحديدية· أفظع مظاهر هذه "التوأمة" تتجلى في البطء و"الروطار"، وجميعنا يعرف أن النكتة السخيفة التي كانت تحكى عن "العروبي" الذي يسأل عن موعد قدوم قطار الساعة الثالثة لم تعد تضحك أحدا، لأن التجربة أثبتت أن قطار الثالثة يأتي أو لا يأتي، "هو و راسو"، وإن كان الركاب من المحظوظين فسيصل المحطة في الرابعة أو الخامسة أو السادسة ، "لا فرق"· وكذلك المكتب الوطني للسكك الحديدية فيكفي أن تطلب معلومة من أي نوع كانت لتجد نفسك في انتظار المجهول، أياما بل أسابيع· "وستجول بحارا وبحارا وتسيل دموعك أنهارا"، كما قال الشاعر، وستتقاذفك الهواتف، وستكره جميع أنواع موسيقى الانتظار الهاتفية· وفي الأخير لن تنال شيئا· لأن المكتب لا يتواصل مع أحد، مثله مثل قطاراته التي تأتي أو لا تأتي، ولن تسمع كلمة اعتذار و"لاهم يحزنون"·
في الآونة الأخيرة أثبت المكتب مرة أخرى أنه يتبنى سياسة النعامة رغما عن أنف الجميع، كان خيرا له أن يجعل من هذا الطير الجبان، أيقونته بدل تلك الشخابيط التي لا معنى لها، أو يغير الأحصنة الفولاذية التي تلهث في الوصلة الإشهارية الأمريكية، بنعامات ستعكس صورته الحقيقية· فقد عمدت الإدارة إلى اتخاذ مجموعة من التدابير قبل أكثر من ثلاثة أسابيع تماشيا مع الاجراءات والقرارات التي تم اتخاذها بعد التهديدات الارهابية التي تلقاها المغرب، وكذلك حالة التأهب القصوى التي تعرفها البلاد منذ مدة· و شملت تلك الإجراءات تنظيم دورة تكوينية لأعوان وموظفي السكك الحديدية حول إجراءات السلامة وطرق المراقبة وتدابير الحيطة والحذر· ومع ذلك لم يتواصل المكتب مع أحد ولم نجد مجيبا على تساؤلاتنا· وشهدت محطات القطار في جميع ربوع المملكة عدة تغييرات بنيوية، إذ تم حذف جميع الكراسي الموجودة داخل المحطات، التي كانت توفر الراحة للمسافرين· والابقاء فقط على تلك الموجودة في الجزء الخارجي منها· التعذيب لم يعد مقتصرا على أفران المقصورات بل امتد إلى المحطات أيضا· كما تم التخلي عن كل صناديق القمامة خوفا من استغلالها أو توظيفها للقيام في أعمال تخريبية· "زادوا العفن على سراق زيت"· كل هذه التدابير تأتي في وقت تعرف محطات القطار اكتظاظا كبيرا خصوصا مع حلول موسم العطل والسفر، ومع ذلك يدفن المكتب رأسه في التراب، ويقفلون على أنفسهم مكاتبهم المكيفة "واللي بغى يكون يكون"·
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق