21‏/08‏/2007

ربيع الباقات التلفزيونية في صيف درب غلف

ربيع الباقات التلفزيونية في صيف درب غلف
فك شفرات قنوات استعصت لسنوات والمهاجرون المغاربة ينقلون هذه "التكنولوجيا" إلى الخارج
هي ظاهرة مغربية شاملة، يكرسها على الخصوص ضعف القنوات التلفزيونية المغربية وهزالة ما تقدمه من مواد وبرامج رغم المجهود الذي بذل في السنوات الأخيرة، ورغم ما تحقق من "إنجازات" وتغييرات· ويبقى بعد المادة المقدمة عن طموحات وآمال المشاهد الدافع الأساسي للبحث عن متنفس آخر يجده المغاربة بالأساس في قنوات تمنح فرجة حقيقية مثل "تي إف 1" أو "إم 6"، أوقنوات رياضية متخصصة مثل "الجزيرة الرياضية"· وقد زاد في "استفحال هذا الوضع"، تمكن قراصنة أنظمة تشفير الباقات التلفزيونية الرقمية من فك "طلاسم" شفرات العديد من المحطات دفعة واحدة خلال هذا الأسبوع، الأمر الذي خلق حركة دؤوبة واستثنائية في العديد من المحلات والجوطيات على غرار جوطية درب غلف التي اكتسبت شهرة وطنية بهذا النشاط·
فبالإضافة إلى كسر شفرة الباقة الفرنسية "تي بي إس" والباقة البولونية "بولسات" تم في الآونة الأخيرة كسر شفرات مستعصية صمدت لسنوات مثل باقة "إي آر تي" وباقة "شوتايم" و"الجزيرة الرياضية"، و"بروميار" الألمانية، و"ديجيتال بلوس" الإسبانية و"تي في كابو" البرتغالية·
وجاء هذا "الانجاز" الذي حققه مجموعة من القراصنة على شبكة الانترنيت بعد أن وصل مجموعة من "الخبراء" إلى خبايا نظام التشفير المعروف ب"ناغرا 2" و"إيرديتو 2" وهو الأمر الذي دفع هذه الباقات إلى التفكير في تبني نظام تشفير جديد سيدخل حيز التنفيذ في الأسابيع القليلة المقبلة لتجنب كارثة الإفلاس وهروب المنخرطين·
وكان مدير شبكة "شوتايم" أعلن، في وقت سابق، عجزه عن التغلب على عمليات القرصنة هذه، نظرا لعدة اعتبارات أهمها صعوبة تغيير نظام التشفير في بضعة أيام، لأنه يتطلب على الأقل ثلاثة أشهر، إضافة إلى تغيير أو إجراء تعديلات على أجهزة "الديكودور"· وأضاف مدير الشركة أن "شوتايم" كانت تعول على زيادة نسبة المشتركين مع بداية الدوري الانجليزي الذي كلفها الكثير، وتغيير النظام يكلف أيضا مبالغ مالية مهولة·
وقد زاد في مأزق أصحاب هذه الباقات التلفزيونية ظهور أجهزة رقمية جديدة تسهل عملية فك الشفرات، ولها خاصية البحث الذاتي عن الشفرات المعدلة، رغم تغيرها بشكل يومي· وهو ما شجع العديد من المقيمين المغاربة في أرض المهجر من اقتناء هذه النوعية من الأجهزة، لهم ولمعارفهم الأوربيين، التي تحقق فرجة مجانية ولمدة طويلة، وتتميز بسعرها المنخفض وسهولة الاستعمال· وتتخذ بذلك هذه "التكنولوجيا" سبيلا آخر غير طبيعي، من الجنوب إلى الشمال بدل العكس·
جمال الخنوسي

هناك تعليق واحد:

  1. غير معرف3:52 م

    تحياتي أستاذ الخنوسي
    مسيرة موفقة

    ردحذف