12‏/08‏/2007

"أنا بكره إسرائيل وبحب حياة الإدريسي"

"أنا بكره إسرائيل وبحب حياة الإدريسي"
مازلنا نذكر جميعا وبكثير من التفكه وروح الدعابة، أغنية المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم التي يعلن فيها كرهه العميق لدولة إسرائيل رغم التطبيع المصري معها، والسفارة الإسرائيلية التي يعلوها علم الدولة العبرية في قلب القاهرة· وفي الوقت ذاته يعلن عن حبه لعمرو موسى الذي كان في ذلك الوقت يشغل منصب وزير خارجية مصر، والقنوات "مفتوحة على آخرها" بين البلدين، ويقوم اليوم بدور أمين عام جامعة الدول العربية·
حقق الرجل بهذه الرؤية البسيطة للأمور "أنا بكره إسرائيل وبحب عمرو موسى"، ما لم يحققه أعتى المطربين وأكثرهم شهرة· وحقق "المكوجي" المجهول خبطة العمر التي قفز بواسطتها إلى "العلالي"، لدرجة أن المحطة التلفزيونية الأمريكية "سي إن إن"، ذات الانتشار الواسع، تجري وراءه وتلاحقه من أجل محاورته، في حين يلهث رؤساء دول عربية كبرى بغية الظهور على شاشاتها ب"أي ثمن"·
وما صدق بالأمس على عمرو موسى يصدق اليوم على حياة الإدريسي التي شنت عليها إحدى الجرائد المجهولة حملة تشنيع تمس وطنيتها وانتماءها وقناعاتها· الجريدة "إياها" هي من الصنف الذي يطل مع حلول كل حملة انتخابية وتنتهي مدة صلاحيتها مع نهاية "الحملة"، نشرت ملفا حول "مغاربة إسرائيل" وزعت فيه صكوك الوطنية على البعض وحرمت "شرذمة" من "هذا الشرف" وعلقت على صدورهم نياشين "الخزي والعار"· ونسي أصحاب "الخبطة" الصحفية أنهم أساؤوا إلى فنانة مغربية لم تغن قط في إسرائيل، ولم تستقبل قط هناك، بل استقبلت من طرف السلطة الفلسطينية التي أقامت حفلا على شرفها كسفيرة مميزة للمغرب الذي يشغل ملكه منصب رئيس لجنة القدس·
وفي الوقت الذي يقوم فيه البعض بالمتاجرة بجميع القضايا، العادلة منها والخاسرة، ويغنمون من جراح وطن مكلوم، ويستفيدون من خلال السفريات والأتاوات، فإن حياة الإدريسي كانت تغني للقدس وبالمجان وتغني في "عكاشة" للمساجين، وتغني من أجل الأطفال وهي على فراش المرض· ويكفيها فخرا أنها عندما قدم "الإخوة العرب" ملحمة القدس بالجزائر كانت هي الفنانة الوحيدة التي لم تتلق مقابلا أو تقبض أجرا، وكانت أكثر فلسطينية من الفلسطينيين أنفسهم، ولم تنل "كاشي" أو تقبل ثمن وطنيتها·
فكفى من المزايدات والمغالطات، وكفى من الاتهامات البئيسة والمجانية، لأننا جميعا نكره إسرائيل ونحب حياة الإدريسي·

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق