21‏/08‏/2007

منع هيفاء وهبي إعلان بداية شهر العسل بين المخزن والاسلاميين


منع هيفاء وهبي إعلان بداية شهر العسل بين المخزن والاسلاميين
المغرب كان أرحم مع من يدعو إلى القتل بحد السيف على من "تقتل بحد الرمش"
إن الحديث عن منع جيل المطربات الجديد من إحياء الحفلات، وإقامة السهرات ليس شيئا جديدا ولا مسألة شاذة، بل هي ظاهرة منتشرة على طول الوطن العربي، وكل مرة تتناقلها وسائل الإعلام، وتملأ أخبارها الجرائد والمجلات· منع تقوم به دول مازالت غارقة في مشاكل العصور الوسطى، وتحكمها عقليات قندهار، وفلسفات تورابورا· منع تحكمه حسابات متشابكة وتقديرات مختلفة ومصالح خفية ومعلنة· فنانات "الجيل الجديد" هو اسم لبق ومقبول، لمن أصبحت تنعتهم بعض الجهات المتزمتة والمتطرفة، بمغنيات "غرف النوم" تارة و"مطربات الجسد" تارة أخرى أو "نيشان نيشان" فنانات البورنوكليب· وهي تسميات تحكمها انتماءات سياسوية معينة وقناعات أخلاقوية لا تخلو من سوء نية· أما الاستثناء الحقيقي هنا، هو أن يسلك المغرب الذي أعطى إشارات قوية في الآونة الأخيرة عن دخوله مرحلة جديدة للحرية والحداثة، المنحى نفسه، ويغطس هو الآخر أيديه في "زفت" المنع الذي لن تنفع معه مساحيق الغسيل الحديثة "التي تنصح بها أكبر الماركات العالمية"·
إن مسألة تبرير إلغاء حفل كل من نانسي عجرم وهيفاء وهبي في أكادير ب"أسباب أمنية" يتميز بكثير من السذاجة، ويراهن على استبلادنا، والاستهانة بذكائنا، إذ شهدت الدار البيضاء وفي عز الاستنفار الأمني مهرجانا حج له الآلاف من المواطنين، دون تسجيل أدنى حادث يذكر· كما صرحت "السلطات" لإحدى شركات المشروبات الغازية بإقامة حفل ضخم بمركب محمد الخامس في 25 غشت المقبل، سيحييه الفنان الكندي ذي الأصول اللبنانية "ماساري" ومجموعة "هوبا هوبا سبيريت" المغربية دون أن تتماطل "جهة ما" في تقديم الرخص اللازمة · فهل إقامة الحفلات في المغرب حرام على هيفا حلال على غيرها؟
إن منع النجمة اللبنانية وزميلاتها من مغنيات "الفرفشة والنعنشة" هو في حقيقة الأمر نوع من محابات الأوساط الاسلامية، ومهادنة الأصوات النشاز التي تصم آذاننا ليل نهار مع كل مهرجان ينظم، وكل حفلة تقام، وتخلق لدينا شعورا بالغثيان، والقرف، وكره الحياة وما فيها، ناعتة كل مظاهر الفرحة والحياة في المغرب، بالفسق والفجور، مستعملة أقذر قواميس الكفر، وأنتن مفردات الجهل والجهلة· والغريب في الأمر أن يسكت "المخزن" عن تجاوزاتها، ويغض الطرف عن خطاباتها التكفيرية ، المحرضة خفية وعلانية على القتل وسفك الدماء، والحاثة على الكره والكراهية، ويتساهل مع "أمراء الدم"، ورموز التطرف والارهاب، وفي الآن ذاته يتشدد مع "مطربات الفرح" و"مغنيات حب الحياة"· وربما هذه من غرائب الألفية الثالثة وعصر الكمبيوتر والانترنيت، إذ تعامل الدولة من تقتل "بحد الرمش"، كمن يقتل بحد السيف، وتتساهل مع فلول التطرف، وتصفهم بالاعتدال، وتبتكر لها زيا على مقاسها وتنشئ لها الأحزاب وتجمع لها "المناضلين"، وتتشدد مع "رموز الضسارة"، وتقطع "لسانهم الطويل"· وتغض الطرف عن تجاوزات المتطرفين والغلاة الذين يدعون "المغاربة إلى إشهار إسلامهم"! (بلا حشمة بلا حيا) وتبسط لهم السجاد الأحمر بينما تقمع مصدر "الابتسامات العنقودية الفتاكة"، و"القد الممشوق الانشطاري" وجسد "أسلحة الدمار الشامل"·
قضية منع هيفاء وهبي ومن قبلها نانسي عجرم من إحياء حفل في المغرب يبقى مسألة شاذة، إذا نظرنا إلى ما بذله المغرب، ولمدة طويلة، من أجل اجتذاب فنانين ونجوم، كانوا ولزمن طويل يعتبرون المغرب "محطة" لا تهمهم، ومركزا لا يغريهم، ووضعنا بعين الاعتبار، المجهودات الجبارة من أجل تحسين صورة المغرب والتركيز على السياحة كإحدى أهم ركائز التنمية وبناء المغرب الحديث· وسينطبق على هذا البلد ما ينطبق على الجمل "اللي حرتو دكو"·
إننا هنا لسنا أمام "قضية هيفا"، يمكن أن نقضيها بتركها، وإنما هي استمرار لمد "خبيث" انطلق منذ أن طالب "مخرج عبقري" اسمه "محمد عسلي" بمنع فيلم شابة اسمها "ليلى المراكشي"· مسلسل محكم يستهدف الفن وكل مظاهر الحياة والابتهاج في هذا الوطن·
من حقنا أن نتساءل إذن عن الوصاية التي أصبحت تفرض على المغاربة، وصاية على ما يجب أن يشاهدوا أو لا يشاهدوا باعتبارهم شعبا قاصرا فوض عملية التفكير " للآخرين"· ونتساءل أيضا عن أسباب ودواعي شهر العسل بين المخزن والاسلاميين، ورسالات الغزل المتبادلة، على بعد أسابيع من استحقاقات 7 شتنبر، وثالثا، أفلا يعني الابتهاج والاحتفال، وممارسة الحياة الطبيعية، أحسن رد على "مجرمي بوطاغاز" وخطابات الموت والعدم؟
جمال الخنوسي

هناك تعليق واحد:

  1. bonjour Jamal,

    Merci pour les infos ça nous tiens en relation avec le monde des artistes.

    Najiba JALAL
    najibajalal@ora-studio.com

    ردحذف