05‏/01‏/2009

حملة شرسة ضد البابا تسبق احتفالات أعياد الميلاد


اعتبر المثلية الجنسية خطرا على البشرية مثل خطر تدمير الغابات الاستوائية

فجرت التصريحات التي أدلى بها بابا الكنيسة الكاثوليكية بنديكتوس السادس عشر في كلمته السنوية لإدارة الفاتيكان، موجة استنكار عارمة من جميع الحساسيات التقدمية والحداثية والجمعيات المدافعة عن حقوق المثليين حول العالم، كما أصبحت محور جدل كبير على صفحات كبريات المجلات والجرائد الأكثر انتشارا.
واعتبر البابا في كلمته التي وصفت ب"المستفزة"، "المثلية الجنسية خطرا على البشرية، مثل الخطر المتمثل في تدمير الغابات الاستوائية".
وأوردت البي بي سي نقلا عن جريدة "الإندبندنت" أن تصريحات البابا تزيد طين الأزمة التي يتخبط فيها العالم بلة بكلماته "التي تفتقر إلى حس المواساة"، مشيرة في الآن ذاته إلى احتمال تعرض تصريحاته إلى التشويه بسبب سوء الترجمة، إلا أنه "قد لا يكون نادما على ما ستثيره من الجدل".
وخصصت "التايمز" إحدى افتتاحياتها للموضوع معتبرة "أن ملاحظات البابا ستثير حساسيات بدل أن توضح الجوانب اللاهوتية لموضوع الممارسة الجنسية للبشر، كما أن تصريحاته هذه من شأنها أن تشوش على أجواء العيد".
وتذكر الصحيفة بالمواضيع الأخرى التي أثارتها كلمة البابا أمام أعضاء إدارة الفاتيكان، فتقول "إنه أراد الظهور بمظهر الراغب في مناقشة الدور التاريخي والاجتماعي للكنيسة بشيء من النقد. فأثار مسألة إحياء الذكرى المائوية الرابعة لمحاكمة غاليليو بسبب آرائه العلمية المخالفة لتعاليم الكنيسة آنذاك، كما اعتبر مارتن لوثر مصلحا كنسيا وليس مهرطقا، مذكرا بمحاولته رأب الصدع الذي تسببت فيه تصريحاته التي اعتبرت مسيئة إلى الإسلام".
إلا أن الصحيفة عابت على البابا عدم تمكنه التخلص من "الخرافات واحتضان التسامح" قبل أن تضيف، "إن العلاقات الجنسية مسألة هامة للتفكير الأخلاقي، لكن ينبغي للبابا أن يدرك أن كثيرا من تعاليم الكنيسة قد تجاوزها العلم وعادات المجتمع الحديث".
أما صحيفة الديلي تلغراف فتعاملت مع الموضوع بكثير من السخرية والواقعية معتبرة أن الضجة التي ثارت ضد البابا لا فائدة منها لأن "الزعيم الديني لم يفعل سوى أن عبر عن عقيدته الكاثوليكية".
وجاء تصريح البابا في وقت طالب ثلث بلدان العالم (66 من أصل 192) في 18 دجنبر الجاري بقيادة فرنسا وهولندا، التخلي بشكل دولي عام عن أي وجه من أوجه التجريم للمثليين، معتمدين في ذلك على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، لكن الطلب واجهه تيار مضاد من الدول العربية تقوده المملكة العربية السعودية إضافة إلى الفاتيكان بصفتها عنصرا ملاحظا في الأمم المتحدة، مع تسجيل الحياد الأمريكي في الموضوع.
واعتبرت جريدة "الغوارديان" أن أعياد الميلاد والجهود المبذولة في دهاليز الأمم المتحدة مناسبة لبعث رسائل ترغيب وليس رسالة ترهيب، "نعتقد أن الفكرة هي لو أننا صرنا كلنا مثليين، فإننا سنتوقف عن الإنجاب. نعم إن الفكرة شبيهة بالفكرة القائلة لو صرنا كلنا كهنة متنسكين فلن ننجب أطفالا كذلك. غير أنها تعني أن الكنيسة الكاثوليكية خطر على الكوكب".
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق