19‏/10‏/2008

حمى "الكرين كارد" تصيب الحالمين بالهجرة


مدة التسجيل تستمر شهرين والنتائج النهائية في فصل الربيع
جمال الخنوسي
انطلقت القرعة الأمريكية السنوية للحصول على "الكرين كارد" في 2 أكتوبر الجاري وتنتهي في فاتح دجنبر المقبل. وتكفل البطاقة الخضراء للمحظوظين الإقامة غير المحدودة والتصريح بالعمل للوافدين الجدد.
وككل سنة يتجدد الحلم في الانتقال إلى أرض العم سام، وينطلق مسلسل من الإجراءات والخطوات المضبوطة والمحددة من طرف وزارة الخارجية. إجراءات يواكبها "بيزنس" من نوع خاص ينشأ بموازاة هذه الأحلام يتخذ رداء "المساعدة" بالنسبة إلى البعض و"الاستغلال" بالنسبة إلى البعض الآخر.

حمى
وعندما تطلب من محرك البحث "غوغل" التنقيب في موضوع "الهجرة إلى أمريكا" يقدم نتيجة تحتوي على 374 ألف موقع تعنى كلها بسبل الهجرة إلى أرض الأحلام. ويشجع كثيرا انفتاح هذه القرعة العشوائية على شرائح واسعة في تزايد عدد المقبلين والمشاركين، لأنها لا تستدعي شهادات عليا أو تتطلب مبالغ مالية، خلافا إلى بلدان أخرى سلكت سبلا مختلفة لتنظيم الهجرة، إذ اختارت الإدارة الأمريكية هذه الوسيلة "العشوائية" لتسيير سياسة الهجرة وخولت للكمبيوتر مسؤولية انتقاء المحظوظين الذين ستفتح أمامهم أبواب "الجنة" خلافا لسياسات بلدان أخرى مثل الهجرة الانتقائية في فرنسا والهجرة النخبوية في كندا.
ويقول سمحمد الذي يدير مقهى للأنترنيت إن حمى "الغرين كارد" تصيب الجميع، إذ يسأله المرشحون عنها وعن شروطها شهورا قبل انطلاقها.
ومن ناحية أخرى، يمكن أن نجد مجموعة من المدونات اتخذت من الهجرة موضوعها الأساسي مثل مدونة "أنا أهاجر إذن أنا موجود" التي تعنى خاصة بأخبار وإعلانات وتطورات أمور الهجرة إلى أوربا وأمريكا الشمالية والخليج العربي.

بين الاستغلال والمساعدة
تقوم مجموعة من المواقع الزائفة باستغلال الإقبال الواسع على القرعة وجهل البعض بقوانينها كي تطلب مقابلا ماليا من أجل تعبئة الاستمارة. في الوقت الذي تبقى فيه المشاركة مجانية على الموقع الحكومي المشرف على العملية برمتها. ويتم اختيار الفائزين ببطاقة "الغرين كارد" بشكل عشوائي عن طريق نظام معلوماتي من بين جميع المتقدمين المؤهلين.
وتوهم بعض المكاتب الخاصة زبناءها بالسرعة وسهولة التعامل مع طلباتها من لدن السلطات لتبرير الرسوم التي تطلبها منهم والتي تصل في بعض الأحيان إلى 50 دولارا أي حوالي 500 درهم.
ويقول سمحمد إن الإعلانات التي تقوم بها تلك المواقع زائفة لأن جميع المتقدمين بطلبات للاشتراك في القرعة لديهم فرص متساوية للفوز.
تقوم السلطات الأمريكية بإجراء قرعة عشوائية تتم عن طريق الكمبيوتر، وتتيح 55 ألف فرصة للهجرة والإقامة والعمل سنويا، ويكون من حق الفائزين الذين يشترط فيهم الحصول على مؤهل دراسي أو خبرة لمدة سنتين في العمل، بعد سنوات معدودة الحصول على الجنسية الأمريكية.
ويضيف المشرف على مقهى الانترنيت أن العملية التي يقومون بها تتكلف ما بين 10 و20 درهما وتدخل في إطار مساعدة من لا يتقنون التعامل مع الحاسوب من أجل المشاركة، "نحن صرحاء مع زبنائنا والكل يعلم أن المشاركة مجانية على الموقع الرسمي عبر الانترنيت http://www.dvlottery.state.gov/ إلا أنه لابد لنا من أتعاب على ما نقوم به من أجلهم، والأمر لا يتعدى مبلغا أكثر من بسيط". ثم يؤكد سمحمد أن الرد على الطلبات لا يتوصل به سوى الفائزون في القرعة، إذ يتلقون رسائل رسمية تصل إلى عناوينهم المذكورة في طلباتهم. وبشكل عام يتم إشعار الفائزين في فصل الربيع الذي يتلو الموعد النهائي لتقديم الطلبات.
ولا تخفي جميلة إحدى زبونات سمحمد لهفتها للمشاركة في القرعة، "لا يزعجني أن يحصل على مقابل، إلا أنني أعرف أن له تجربة في ملء استمارات المشاركة وكذا إلمامه بشروط القرعة، لذلك أنا حريصة على الاستعانة بخدماته".
بوكس:
نهاية وشيكة لقرعة الهجرة السنوية
تحدثت مجموعة من وسائل الإعلام الأمريكية المساندة للمحافظين الجدد في البيت الأبيض، عن تقرير حكومي خلص إلى أن برنامج القرعة السنوي أو "اليانصيب الأمريكي"، أصبح ضحية للإرهابيين والمزورين الذين جعلوا منه بابا لدخول الولايات المتحدة، ونشر الرعب فيها. وحسب التقرير ذاته فإن المسألة أصبحت ملحة، وتكتسي طابعا حيويا. ولتأكيد هذه الأطروحة يلح التقرير الذي نشر في 21 شتنبر من السنة الماضية تحت عنوان "أمن الحدود: التزوير يحد من فاعلية الدولة في ضبط برنامج الهجرة"، على أن 9800 فرد حول العالم، ينتمون إلى دول تنعتها أمريكا ب"داعمة للإرهاب"، استغلوا قرعة الهجرة من أجل الدخول إلى أمريكا، والحصول على البطاقة الخضراء، التي تخول لهم الإقامة الدائمة في البلاد. ويتكون الرقم المذكور من إيرانيين يمثلون 3000 فرد، والسودانيين بالعدد نفسه، والسوريين ب160 فردا والكوبيين ب2700 فرد.وطالب التقرير نفسه بضرورة تتبع هؤلاء المهاجرين بعد التحاقهم ب"الوطن الجديد" والتأكد من خططهم، ومحاكمة نواياهم. "فالولايات المتحدة ستستقبل المهاجرين الذين يحترمون قوانينها، ويساهمون في بناء المجتمع، مع وضع الأمن كأولى الأولويات".الجمهوري "توم تانكريدو" دعا، وبكل بساطة، إلى وضع حد لهذا البرنامج وقطع الطريق بشكل جذري على هؤلاء "المشوشين، "إن الإرهابيين المفترضين والمجرمين الخطرين يستغلون برنامج الهجرة لدخول البلاد، وحان الوقت للكف عن اللعب بأمن البلاد وسلامتها وبالتالي إيقاف هذا البرنامج فورا، لأنه يحمل ثغرات وعيوبا يستغلها منتمون إلى بلدان تشجع الإرهاب وتحميه لاختراق أمننا وتهديد سلامة بلدنا ".ويعتبر هذا التقرير الثاني من نوعه بعد تقرير مشابه صدر سنة 2003 وخلص إلى النتائج نفسها، وغذى الفوبيا ذاتها التي جعلت من العرب والمسلمين متهمين إلى أن تثبت براءتهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق