20‏/03‏/2006


تقديم أوبرا "بالياتشي" على خشبة مسرح محمد الخامس
أحضر الأوبرا من روسيا لأجل البرتقال المغربي

عقدت ندوة صحفية بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط من أجل التعريف بالحدث المتميز لشهر مارس و المتمثل في عرض أوبرا "بالياتشي" لمسرح "البولشوي" الروسي وهي من تأليف الإيطالي روجييرو ليونكافالو أيام23 و24 و 25 مارس الجاري، في إطار انفتاح المسرح الوطني على المسارح العالمية ومنها مسرح البولشوي.

و أخذ الكلمة في البداية جمال الدين الدخيسي مدير المسرح الوطني محمد الخامس الذي أكد على أهمية الفن في تاريخ الشعوب و مدى قدرة على جعلها منفتحة على الآخر و على خيالها الخصب. و كلما حضر الفن حسب قول الدخيسي إلا و غابت كل زشكال الإنغلاق و الظلامية و حان الوقت لاستدراك الفرص الضائعة من أجل تشجيع كل أشكال التعبير الفني من خلال 6 محاور تتجلى في عروض لمسرح الطفل وعرض أفلام متميزة مغربية على الخصوص التي لا تجد طريقها للقاعات التجارية و جعل مسرح محمد الخامس فضاء لعرض اللوحات إضافة للاهتمام بالموسيقى بشتى أنواعها من أجل إرضاء مختلف الشرائح حيث تم إحياء "ليلة شعبانة"و "ليلة الغناء الشعبي الأصيل" و "إزلان الأطلس".وأضاف أن المسرح الوطني محمد الخامس, يطمح لإنتاج 4 أعمال سنويا على الأقل و قد قدم هذه السنة مسرحية "دار لمان" للفرقة الجهوية للرباط و"الضيف" لفرقة مراكش و"ليل ونهار" لفرقة مكناس و"العائلة" لفرقة الدار البيضاء. و قد سبق للمسرح أن قدم تجربة أولى ورائدة في العالم العربي ب"كافالييرا روستيكا" و هي أوبرا من تأليف "ألبيرتو ماسكاني". و قال الدخيسي إن إدارة المسرح لما أرادت الانفتاح على هذا الفن المتميز فإنها أرادت اختيار الكبار و العمالقة الذين أحدثوا ثورة في مجال اشتغالهم.
وفي هذا السياق يندرج تقديم المسرح الوطني محمد الخامس لمسرح البولشوي في أوبرا "بالياتشي" للمخرج الروسي الشاب ميخائيل بانتشافيدزي الذي حضر هذا اللقاء الصحفي, والذي يرأس منذ2001 معهد الإخراج التابع لمسرح البولشوي بموسكو والذي سبق له أن أخرج مجموعة من الأعمال داخل روسيا وخارجها.
والزوبرا لن يتم استقدامها كاملة من روسيا بل سيشارك في هذا العمل , الذي ألفه روجييرو ليونكافالو نهاية القرن التاسع عشر, والذي أضحى منذ ذلك الحين من أكثر الأعمال الأوبرالية شعبية في العالم, بالإضافة لخمسة عازفين من مسرح البولشوي بموسكو ، العازف والمغني الكلاسيكي المغربي مراد عبد الرحيم بالإضافة إلى مجموعة صوتية مغربية.
وتحكي هذه الأوبرا عن مهرج "كانينو" يدير فرقة من الكوميديين, مغرم جدا بزوجته نيدا, التي حذرها بأنه لن يقبل لعب دور المخدوع إلا فوق الخشبة،لكن كانينو، الذي كان واثقا من أن زوجته تخونه، سيقدم في أحد المساءات خلال أدائه لدوره الذي سكن به، على قتل نيدا وعشيقها قبل أن يختم قائلا بأن "الكوميديا انتهت الآن".
ومن جهته أكد ميخاييل بانتشافيدزي أن إخراج أوبرا "بالياتشي" تم بشكل يروم إشراك المتفرج في هذا العمل, من خلال تقاطع الماضي بالحاضر والزمان بالمكان مشيرا إلى أن هذا العمل يندرج في إطار نهج مسرح البولشوي الجديد الرامي إلى البحث عن أشكال تعبيرية جديدة.
وأوضح أنه منذ أن حل بالمغرب تغير تصوره للمغرب الذي كان لا يعرف عنه سوى إنتاج برتقال متميز، بعد أن لاحظ التطور الكبير الذي حققه في مختلف المجالات ومنها المجال الثقافي والفكري ولاسيما المسرح مشيرا إلى أن المغرب يمتلك من المؤهلات ما يجعله قادرا على إنجاز أعمال درامية عالمية. حيث لاحظ غنى في الأزياء و التقاليد و اللغة و قال مازحا إن اللغة الشائعة بين أوساط المثقفيين في روسيا هي الانجليزية أما الفرنسية فهي لغة الطبقة الأرستقراطية فكانت رؤيته للمغاربة كشعب يتقن اللغات والفرنسية على خصوص كأنه أمام شريحة واسعة من الأرستقراطيين !! و عبر عن سعادته العرمة لأنه على حد قوله يشهد ميلاد شئ جديد و تمنى أن يحيط التعاون المستقبلي بجميع أشكال الفنون في إطار تعاون شامل و بناء.
ويذكر أن بداية مسرح البولشوي تعود إلى أواخر القرن الثامن عشر حيث قدم على مدار قرنين أكثر من800 عمل فني توزعت بين الأوبرا والباليه ليصبح بذلك أكاديمية فنية ومدرسة للباليه الروسي الكلاسيكي, كما أنه نجح في أن يجعل من الأوبرا والباليه فنا روسيا شعبيا امتزجت فيه موسيقى تشايكوفسكي بأعمال الشاعر المعروف بوشكين.
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق