07‏/03‏/2006

في حوار مع "مريم سعيد" مقدمة سهرة السبت "أنغام الأطلس":
" تحتاج التلفزة المغربية لبرامج تتسم بالجرأة في الموضوع والجرأة في التناول"
تجلس هادئة تبتسم لتخفي خجلها. وجهها الطفولي يزكي الانطباع عن هدوئها ويزرع نفحة من الشغب. وبين شغب الطفولة وهدوئها تباغتك مريم سعيد بشراسة من ظلم يطالها فتنتقص. لها رغبة جامحة للنجاح والوصول لأحلامها التي مازالت تحملها حول عوالم صنيع الشاشة السحرية. عرفها المشاهد من خلال مسابقة "15 سنة 15 موهبة" و البرنامج اليومي "صصحتي كل يوم" و السهرة المتنوعة لليلة السبت في القناة الثانية "أنغام الأطلس". التقينا مريم سعيد وكان لنا معها الحوار التالي:

*كيف كانت بدايتك مع التلفزيون؟
** أول لقاء لي بالتلفزيون كان من خلال برنامج القناة الثانية "15 سنة 15 موهبة" في إطار احتفالها بعيد ميلادها 15 .وكانت مبادرة طيبة وجميلة من القناة حيث نظمت مسابقتان الأولى بين المنشطين والمنشطات التلفزيونيات والأخرى خاصة بالفكاهيين . بعد مروري بالعديد من الاقصائيات والكاستينغ أخترت مع زملائي لخوض غمار المسابقة النهائية في استديوهات الدار البيضاء كممثلة لمدينة أكادير.
* لماذا اخترت هذا الطريق دون غيره؟
** منذ صغري وأنا أرقب مقدمات البرامج والأخبار بشغف و إعجاب. إنهم يمارسون علي جاذبية غريبة ، تبدو لي مهنة راقية ومتميزة.
* بمن كنت معجبة من الإعلاميين؟
** فتيحة أحباباز في قسم الأخبار، كنت معجبة بها منذ طفولتي. بالإضافة لمليكة ملاك. لقد كن مثلي الأعلى، ولسوء الحظ لما اشتغلت في القناة الثانية رحلت ملاك إلى قناة "الحرة" ، و فتيحة أحباباز كان لقائي بها قصيرا في حفل صغير نظم لفائدة المتسابقين في "15 سنة 15 موهبة" رفقة لجنة التحكيم التي كانت ستكون عنصرا ضمنها لولا ظروف صحية.
* كيف عشت أجواء المسابقة؟
** لقد مرت في جو سلس، لم أحس بصراع أو حتى منافسة. لقد كان بالنسبة لنا نحن 15 مشاركا مجرد الوصول للنهائيات فوز وانتصار. أن تعترف بكفاءتك وموهبتك القناة الثانية كان كافيا.
* هل تتبعين تجارب برامج القنوات الفضائية الأخرى؟
** أفضل أوبرا وينفري وبرنامجها "أوبرا"، إنها رائعة حقا. وتعجبني أيضا هالة سرحان بالرغم من تحفظي على بعض الأشياء.
مهما يكن فلها قدرة خارقة لجذب انتباه المشاهد، وتجعله يحس وكأنه يشاركها جلستها وجلسة ضيوفها. لاتضع لنفسها حدودا، وتخرج عن كل ما هو مألوف ، وهذا ما نحتاجه في الوقت الراهن. نحتاج في القنوات المغربية لبرامج تتسم بالجرأة: جرأة في الموضوع وجرأة في طريقة التناول وجرأة في الطرح. الجرأة التي تجدب المشاهد ولا تتكتم عن القضايا الحقيقية و الأسئلة الحرجة و الملحة يجب تحطيم كل الطابوهات و نخضعها لما خضعت له قضية و طابو السيدا. لقد أصبح من الطبيعي و العادي جدا الآن الحديث عن السيدا و العازل الطبي بلا أي تحفظ. و الجرأة لا تعني السفاهة و قلة الحياء .. لاحظ النقاش في "برنامج "سيرة وانفتحت" ف"زافين" منشط البرنامج يطرح مواضيع مثيرة و جريئة لكن بشكل محترم و غير خادش للحياء٠
* هل بإمكانك تقديم برنامج بهذا الشكل؟
** لو توفرت لي الشروط المتوفرة لزافين أو هالة سرحان، أكيد أستطيع القيام بذلك، لكن لسوء الحظ مازالت قيود تكبل أعلامنا
* لو أتيحت لك فرصة تقديم وصفة برنامج أعطيت لك فيه جميع الصلاحيات. كيف تتصورين هذا العمل؟
** أختار برنامجا على شاكلة "أوبرا" فكما أحب منشطة البرنامج، أحب أيضا مواده و مواضيعه، وطريقة تقديمه. لاحظ كيف تختار ضيوفها من جميع الشرائح ، من أشهر النجوم إلى أي المواطن العادي الذي يحكي عن تجاربه العادية والمتفردة في نفس الوقت .الكل يحكي عن أفراحه وأحزانه وجديده ومشاريعه.
*لقد اكتفيت بذكر وجوه نسائية...
** فيما يخص الإعلاميين الرجال أفضل طوني خليفة صاحب برنامج "لمن يجرأ " ومحمود سعد وجورج قرداحي. أنا معجبة بوسامته وحضوره وطريقة تقديمه ، إنه من أكبر منشطي البرامج التلفزية. إضافة إلى ميشال الصحفي المعروف في قناة "نيو تيفي" اللبنانية.
* بالنسبة لك ما هي المشاكل التي تعوق ظهور مثل هؤلاء النجوم في بلدنا؟
** في الحقيقة أنا لا أنكر جميل القناة الثانية و فرصة الظهور وتحقيق الحلم الكبير الذي منحته لنا من خلال برنامج "15 سنة 15 موهبة" ومازالت تعطيني الفرصة تلو الأخرى من خلال تقديم البرامج والسهرات فليس بالأمر الهين أن تضع قناة كبيرة ثقتها في مبتدئة مثلي. لكن القناة لها عقبتان يجب التغلب عليهما وبشكل عاجل حتى نسير للأمام بخطى حثيثة. المشكل الأول هو أساسا مشكل تواصلي، حيث يغيب التنسيق بين مختلف مستويات الفريق المكلف بإنجاز برنامج أو عمل ما من الأعمال. والأمر الثاني هو مشكل انتاج، وقد أحسست به شخصيا و عانيت منه منذ تقديمي للحلقة الأولى من سهرة السبت "أنغام الأطلس " حيث اشتغلت في ظروف غير عادية و غير لائقة. لقد مورس علي ضغط رهيب ربما كان القصد منه إفساد تجربتي الجديدة ، لأنها كانت الأولى من نوعها بالنسبة لي وخطوتي الأولى في هذا الطريق الوعر. وأنا ألوم بشكل مباشر الشخص المكلف بالانتاج لأنه لم يقم بواجبه اتجاهي، وأنا فقط دون غيري وحرمني من أبسط مستحقاتي وحقوقي. أطلب فقط أن يقوم المكلف بالانتاج بواجبه اتجاهي واتجاه غيري من العاملين بمهنية حتى تكون النتيجة في المستوى المطلوب، وتعبر عن تطلعاتنا جميعا، لا أن نترك الباب مفتوحا للحقد والضغائن، وتصفية الحسابات الفارغة. كل هذه الحسابات الطفولية وعراقيل الحساد جعلتني غير راضية عن أدائي في سهرتي يوم السبت..
*كيف دخلت غمار تجربة "صحتي كل يوم"؟
**لقد ذهبت لرؤية محمد مماد المكلف بقسم البرمجة في القناة الثانية ، من أجل عرض فكرة برنامج شبابي يقدمه الشباب و موجه للشباب..
* على شاكلة برنامج "أجيال"..
** لا بالمرة ، البرنامج كما كنت أتصوره يناقش موضوعا يمس الشباب المغربي بكل حرية وجرأة. ويعطي فيه وجهة نظره رفقة أناس مختصين ومهتمين بالقضايا التي تناقش.
*أعود إلى قصتي مع "برنامج" "صحتي كل يوم" لما استقريت في مدينة الدار البيضاء لاكمال تعليمي في ميدان الصحافة أردت عرض فكرة البرنامج فانصت إلى مماد بكل شغف واهتمام. فباغثني بالقول بأن له برنامجا في حاجة لمقدمة .اقترح علي فكرة "صحتي كل يوم" فقبلت خاصة أن البرنامج توجيهي وجيد وسهل الهضم.
* لقد أمضيت أكثر من سنة في هذا البرنامج كيف تقيمين هذه التجربة؟
** استفدت كثيرا من هذا البرنامج إنه مدرستي الحقيقية، تعلمت فيه كيفية الإلقاء والأداء والتعامل مع الكاميرا والتلقائية. تطورت كثيرا، عرفت مجموعة من التقنيات الجديدة وأمور علي تجنبها، عرفت الميدان والوسط أكثر، أصبحت أكثر احترافية. أنا جد شاكرة لمماد لأنه منحني برنامجا خفيفا ويوميا. وكمبتدأة كان الأنسب بالنسبة لي لأتعلم أصول الحرفة .. أنا جد محظوظة.
* وكيف جاءت فكرة سهرة "أنغام الأطلس" ؟
بعد البرنامج اليومي فكرت في خطوتي التالية وتتجلى في رغبتي في تقديم سهرة فنية بمنظوري الخاص. سهرة حوارية يتخللها فقرات غنائية على أساس إبراز جوانب أخرى خفية عن الفنان الضيف وليس طرح أسئلة وكليشيهات مل المغاربة من سماعها. لقد تم طرح فكرة سهرة متنوعة لتقديم الفن الشعبي من جميع أنحاء المغرب ولما قبلت القناة الفكرة أقترح اسمي وتم الموافقة عليه وتحبيذ الفكرة.
* هل أنت راضية عن أدائك؟
** أنا جد قاسية اتجاه نفسي وأعتبر أنه مازال أمامي الكثير مما عليه فعله.. أعطي أكثر.. أتحسن .. أصقل موهبتي. أقدم ملاحظات كثيرة حول أدائى لدرجة أن زملائي في العمل يقولون لي أن كل شيء على ما يرام ، وأنا أصر على التطور والتحسن.
* ما الذي لا يعجبك في الصورة التي تقدمني؟
** (تضحك) ينقصني الابتسام في بعض الأحيان لأن التلفزيون بسمة وهدفه الأساسي هو الترفيه والترويح عن النفس لأن المشاهد تعب من طول العمل والعناء وقلق اليومي ويفتح التلفزيون للتخلص من توتره.
أجرى الحوار جمال الخنوسي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق