05‏/03‏/2006

تقديم "المغرب-فرنسا: تاريخ مشترك" وعرض أول ل "الدية"
ثم مساء أول أمس الخميس بأحد الفنادق بمدينة الدار البيضاء تقديم العرض الأول من الفيلم التلفزيوني الجديد "الدية" للمخرج منصف النزهي. كما تم تقديم عرض مصغر أو نبذة مدتها 3 دقائق عن الفيلم الوثائقي "المغرب-فرنسا: تاريخ مشترك" الذي أخرجه أحمد المعنوني بمناسبة الذكرى الخمسينية للاستقلال .
الوثائقي الذي أنتجته القناة الثانية سلسلة من ثلاث حلقات تقترح قراءة جديدة للعلاقات المغربية الفرنسية وتأملا للأحداث التاريخية المرتبطة بها، استعانة بأرشيف المؤسسات المختصة في اليدين وتناول التاريخ المشترك الذي يجمع بين المغرب وفرنسا عبر ثلاث محطات تتعلق أولاها بالفترة التي سبقت الاحتلال المباشر ثم بسط النفوذ الأجنبي على المغرب، بينما تخص الثانية فترة مقاومة الاستعمار .أما في المحطة الثالثة فتتناول السلسلة العلاقات المغربية -الفرنسية بعد زوال عهد الحماية حيث تقوت هذه العلاقات شيئا فشيئا من خلال شراكات متميزة في العديد من الميادين . وتحتوي السلسلة على شهادات للعديد من المؤخرين والباحثين إضافة إلى وجوه سياسية مغربية وفرنسية ممن عاشوا مرحلة الاستعمار.
وفي خضم كلمة المخرج أحمد المعنوني أعلن عن عرض السلسلة كاملة يوم الاثنين القادم بمسرح محمد الخامس بالرباط على الساعة السابعة مساء و قرب صدور النسخة الأمازيغية للسلسلة.
بعد ذلك ثم عرض الدراما الاجتماعية "الدية" التي أخرجها منصف النزهي كأول عمل له وكتب السيناريو عبد اللله أبو جيدة ومن بطولة هدى صدقي وزهرة صديقي وأحمد كرس وأم كلثوم بنسعيد، وعبد الفتاح بهلول وغيرهم. ويحكي الفيلم قصة صفية ربة البيت التي تنتهي بها الأقدار بعد موت زوجها في حادثة سير، وسط دوامة من المشاكل والأحقاد التي لا تنتهي. فإلى جانب مسؤوليتها الصعبة لتربية ابنيها المهدي وزينب تبدأ سلسلة من الصعوبات والعراقيل حيث تسعى صفية للحصول على التأمين وكذا حقوق أبنائها في التعويضات العائلية كما تقف أمام امتحان صعب لتوفير لقمة العيش الشريف لأسرتها الصغيرة والعلاج لوالدها المريض وأمام انسداد جميع الأبواب، تلجأ صفية إلى جارتها لالة مولاتي لكي تساعدها في الحصول على حقوقها، لكنها ستقع ضحية مكر وشرور الجارة وصديقها كبور الذين يستغلان سذاجة صفية، ويخططان للاستحواذ على أموالها، من خلال إقناعها بفكرة الزواج من كبور. ولكسر شوكة رفض ابنها المهدي ، يتهم ظلما بجريمة لم يقترفها، وتستمر الضغوط ويطرح أكثر من سؤال حول مآل السيدة صفية وأسرتها وسط هذا التيار الجارف من المشاكل والهموم التي أصبحت تقض مضجعها وترمي بالسعادة التي كانت تنعم بها في بحر من النسيان.
و"الدية" هو العمل رقم 32 من الأفلام التلفزية التي تنتجها القناة الثانية منذ سنة 2004، ويمكنها أن تكون فخورة بهذا الانجاز من جهة وبمستوى هذا الفيلم الذي يعطي صورة عن مدى التقدم والتطور الذي يعرفه العمل الدرامي المغربي. فالدية عمل متماسك ومنسجم ومتكامل يبدأ بسيناريو محبوك وكتابة سلسة . وترتيب منطقي ومتناسقة وشخصيات رسمت بدقة. حواره يتسم بالواقعية وانعدام التنميق والتصنع مما سهل عمل المخرج و عيد الطريق أمامه لتقديم عمل بهذا المستوى. خصوصا مع مغامرته الجريئة بالاعتماد على ممثلين مبتدئين وغير معروفين والذين أبانوا على مستوى مميز في الأداء بلا استثناء. مع الإشارة لبعض الهفوات فيما يخص المونتاج. لكن مع ذلك يبقى "الدية" فيلما أنسانا حقا إحباط الأفلام السابقة وزرع داخلنا بذرة من التفاؤل اتجاه الدراما الوطنية.
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق