16‏/03‏/2006

انطلاق جلسات الاستماع لمشاريع القنوات الإذاعية و التلفزية
المنافسة قوية بين ابن الوزير الأول إدريس جطو و ابن الجنرال بومهدي
مجموعة الشعبي و إيكو ميديا تدخلان المجال الإذاعي

من المنتظر أن تنطلق هذا اليوم جلسات الاستماع لحاملي مختلف مشاريع القنوات الإذاعية والتلفزية من طرف اللجنة التقنية المنبثقة عن الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري. عملية الانتقاء ستمر بمجموعة من الأشواط لن يتم الحسم فيها بشكل نهائي إلا في أبريل القادم بعد أن تم التوصل في بداية العملية بأكثر من 90 ملفا تم إخضاعها لمجموعة من المعايير و الشروط القانونية.
ويتوفر كل ملف على حيز زمني مدته ساعة واحدة للدفاع عن المشروع المقترح وإبراز نقط القوة فيه، ثم بعدها تمنح الملفات الناقصة مهلة 5 أيام لاستدراك أو تقديم معلومات إضافية إذا ما استدعى الأمر ذلك. أما مشاريع القنوات الإذاعية فلن يتم البث فيها إلا ابتداء من 30 مارس القادم.
و قد صرح مصدر لجريدة "صوت الناس" رفض الإفصاح عن اسمه، أن الإعلان عن هوية بعض المشاريع هو إخلال بنزاهة و مصداقية المنافسة ، و التي ساهم فيها أطراف تنتمي للجسم الصحافي .
كما أشار نفس المصدر إلى عدم جدية ومصداقية بعض المنابر التي اعتبرت ، عن قصد أو دون قصد، أن مجموعة من القنوات التلفزية و الإذاعية قد حصلت على القبول النهائي. الأمر الذي ينفيه المصدر نهائيا مادامت الطلبات لم يحسم فيها بعد. بل إن بعضها خاضع فقط لمسطرة تنظيمية تبنتها الهيئة تتمتع بعض المشاريع من خلالها على حظ أوفر في ظل غياب المنافس . و هو ما أطلقت عليه الهيئة اسم "مسطرة التراضي" كما هو الحال مثلا مع قناة "ميدي 1 سات". إلا أن هذا لا يعفي القيمين على المشروع من تقديم ملفهم و عرضه أمام اللجنة و استيفاءه لشروط و معايير الفعالية و النجاعة و التنوع و الجدية، بعد أن استجابت جميع الملفات من قبل لشروط القبول القانونية.
كما أن الهيئة تسعى أيضا لضمان استمرارية المشاريع المقبولة، لأن فشل الإذاعات و القنوات التلفزية سيكون بمثابة إجهاض لمبادرة تحرير المجال السمعي البصري . لذلك دأبت الهيئة إلى تقسيم المغرب إلى أحواض للاستماع يتوفر كل حوض منها على نسبة معينة من السكان، إضافة لقطب اقتصادي مهم حتى تضمن للقناة الإذاعية أو التلفزية دخلا إشهاريا قارا يضمن استمراريتها. و يبقى إنشاء مركز لقياس نسب المشاهدة الذي كلف به التجمع المغربي للمعلنين ، الشركة الفرنسية ميديا ميتري قرارا موازيا يضمن التنافسية بين جميع القنوات، مادام الرهان الأساسي إشهاريا لأن المشاريع لن تعرف أي مساعدة من أي نوع من الدولة، بل ستخضع لقانون السوق. الأمر الذي لن يمنع الهيئة بإلزام جميع الفاعلين بدفاتر للتحملات.
ويكتسي هذا الموضوع أهمية كبرى تتجلى في كون المغرب مازال يتوفر فقط على قناتين لم تعد تلبيان رغبات المشاهد المتطلع للمزيد والمنفتح على قنوات عالمية تمنح منافسة قوية. وفي الوقت ذاته لا تعكس القناتان تطلعات بلد يجعل من الانفتاح والديمقراطية شعارا له.
وفيما يخص المشاريع التلفزية المقدمة نجد على رأس اللائحة قناة "ميدي1سات" التي أعلن عن إنشائها الرئيس الفرنسي جاك شيراك شخصيا والتي من المنتظر أن تغطي جل التراب الوطني وتجعل من الأخبار والخدمات أغلب مواد شبكة برامجها.
كما نجد القناة الموسيقية "ريتمو تي في" ذات التمويل الإيطالي. وقناة Canal 3M الجهوية التي سيقتصر بثها على الدار البيضاء ومراكش، والتين اختارهما المستثمر الفرنسي "بيير لومبير" نظرا لارتفاع معدل رواجهما الاقتصادي.
أما فيما يخص القنوات الإذاعية فالمنافسة ستكون على أشدها بين 31 طلبا توصلت بها اللجنة. وعلى ما يبدو فإن المشاريع الجهوية التي تهم مدنا كالدار البيضاء ومراكش تبقى الأوفر حظا. إلا أن محدودية الترددات سيجعل المنافسة شديدة. وتتحدث بعض المصادر عن قناة "إف سي راديو" التي يساهم فيها منير مجيدي المعروف في أوساط المال والأعمال وصاحب أكبر شركة في ميدان الإعلان والإشهار (إف سي كان). وستتقدم مجموعة الشعبي بمشروع إذاعي تحت اسم (كافوميم). وإذاعة "غاليليو" التي سيتقدم بها ابن إدريس جطو والمجموعة الفرنسية "جي إف إم". أما يونس بومهدي ابن الجنرال بومهدي فسيقدم مشروع "راديو هيت ميوزيك" بشراكة مع المجموعة الفرنسية "ستارت". كما تقدم المجموعة المغربية "إيكو ميديا" الناشرة لكل من يومية ليكونوميست باللغة الفرنسية والصباح باللغة العربية، مشروع إذاعة مختصة في الاقتصاد. كما يتقدم الصحفي عبد الله ستوكي بمشروع "راديو بهجة إف إم" الذي سيقتصر على مدينة مراكش. و يقدم الإعلامي كمال لحلو صاحب شركة "نيو بيبليسيتي" مشروع "راديو بيبليسيتي".
ولحد الآن لم يتم الحسم في أي طلب من هذه الطلبات ولابد من انتظار التاريخ المحدد (4 أبريل القادم) لأجل معرفة اللائحة النهائية للطلبات المقبولة التي سيكتب جيلها الأول السطور الأولى من تاريخ السمعي البصري في المغرب.
جمال الخنوسي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق