01‏/07‏/2007

"الأولى شو" برنامج لتكريس "المحنة" التلفزيونية


"الأولى شو" برنامج لتكريس "المحنة" التلفزيونية
منشط يصعب فك طلاسم لغته يقارن ثورة الغيوان بموجة الهيب هوب

لست أدري ما هي المقاييس التي يختار ب مقتضاها القيمون على القناة الأولى منشطي البرامج ? وما الذي يدفعهم إلى تبني شخص بعينه وفتح أبواب "سيدنا قدر في وجهه"؟ وما الذي يجعلهم يحتضنونه ويضعون القناة بكاملها في حالة استنفار من أجله؟
منذ أيام بل أسابيع والقناة الأولى على قدم وساق، حركة غير عادية وإمكانات لوجستيكية، وحملات إشهارية تليق بكبريات برامج قنوات البترودولار التي تصرف بجنون وتبذر بسخاْء . والسبب .. برنامج اسمه "الأولى شو".
استبشرنا خيرا بهذه الخطوة الجريئة، وراودتني هلوسات المحمومين، وإلا لما تمنيت أن يكون التغيير قد أخطأ العنوان وطرق باب دار البريهي، وتمنيت أن تعيد قناتنا النظر في نفسها، وفي تعاملها مع البرمجة، وهي بذلك -لا قدر الله- تدخل مرحلة جديدة، مع كسوة العيد التي ارتدتها واللوغو الجديد الذي وضعته على الواجهة.
انتظرنا ليلة السبت ولم تخيب دار البريهي ظننا فيها. فدار لقمان مازالت على حالها، والرداءةْ والإسفاف رفيقة دربها. وظهر على الشاشة مقدم البرنامج نور الدين كرم "يلهوج" كلماته ويخلط عربيته المكسرة التي تستعصي على الفهم، بلهجة الأحياْءْ الهامشية بالمدن الفرنسية، ليقارن ثورة ناس الغيوان بموجة موسيقى الراب والفيزيون، بحضور عميد الفرقة الغيوانية عمر السيد، مقارنة قلبت المرحوم العربي باطما في قبره.
لا يخفى على أي كان أن الركن الأساسي الذي يجب توفره لدى منشطي البرامج هو النطق السليم، ودون التجريح في شخص نور الدين كرم منشط "لولى شو" على شاشة القناة الأولى و"سبت الحيحة" على القناة الإذاعية الوطنية باللغة الفرنسية " شين أنتير"، فقد كنت أبذل جهدا جهيدا من أجل فهم طلاسم لغته، وفك شفرة ما يريد صاحبنا التعبير عنه. نشاط ذهني متعب كتمارين لعبة السودوكو. النجمة الصغيرة على الشاشة كانت تذكرني دائما أني أشاهد القناة المغربية الأولى، لأنه كثيرا ما راودني الشك في فعالية جهاز التحكم، فربما تهت في يم القنوات الفضائية، وتراني أشاهد قناة من فيافي إفريقيا أو جزر"الهونوليلي".
حقيقة، أنا لا أرى داعيا لاختيار منشط مازال يبحث عن كلماته "حيك" (تعني التعليل والتفسير في لغة نورالدين كرم) يخشى الإغراق في اللغة الفرنسية أو "خايف يعمي ليها العين" وينزلق إلى مفردات "الحيحة" ولغة "المحنين" و"المحنات". فيصبح بالتالي طرح التساِؤل عن من يقف وراء كرم ويدفع به إلى الواجهة شئنا أو أبينا مشروعا وبديهيا.
الفرق الشبابية التي كانت حاضرة مسلية، وقدمت طبقا شهيا للشبان والمراهقين، في حين أحست فئات عمرية أخرى أنها منبوذة أو على الهامش، واضطرت للبحث عن متعة "البرايم تايم" أو فترة الذروة في فضاء آخر. مع ذلك بدت تلك الفرق مدجنة ينقصها "لاراج" المرتبطة بفناني الراب والهيب هوب الحقيقيين. أما فرق "لولى شو" فقد بدت وكأنها قطط بلا مخالب، هجرتها روح الراب، وبقيت القشور والملابس الفضفاضة، والشعور المتدلية، والحركات الكاريكاتورية، والدعوة إلى زيارة السادات والأولياْ و"الشالابان".
ولأن "الحيحة" والسيبة أصبحت من شيم دار البريهي، فلم "يفلت" صاحبنا الفرصة دون أن يعدنا بفرصة لاحقة "غادين نجيو نحيحو معاكم.. ماتقطعوش راحنا جايين".. الله يزيد ويبارك.
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق