19‏/07‏/2007

سامي يوسف منتوج للقاء المال والسياسة والفن


سامي يوسف منتوج للقاء المال والسياسة والفن
المغربي إلام جي والمصري عمرو دياب وإيهاب توفيق جربوا حظهم مع الأغنية الحلال
ارتبطت الأغنية الدينية منذ مدة بالمناسبات وبشهر رمضان، واقتصرت على الموشحات والأناشيد والأدعية، أما اليوم فقد تهافت مجموعة من المغنين الشباب على كعكة الفيديو كليب يتغنون بذكر الله وحب الرسول لما يستعصي عليهم تصوار طرف من الخبز من خلال كليبات "هز يا وز"· فإيهاب توفيق بعد أن بدأ نجمه في الأفول خرج علينا بأغنية "يا الله"· وخالد علي غنى "الصلوات"، إذ حقق نجاحا بأغنية دينية بعد أن فشل في فرض اسمه من خلال فيديو كليبات تافهة وسطحية وكان باب الفرج هو موضة الأغنية الدينية·
فريق "واما" غنى "كان في نفسي" ويمكن أن نسمع فيها "خلدت في الاسلام مكانك يا رحمة جت للعالمين ·· كان نفسي أعيش وياك زمانك وسط الدعاه والصالحين"· المغنية شذى قدمت دعاء "يارب"· وهناك أيضا تجارب لكل من عمرو دياب "نور على نور" وهشام عباس ومصطفى قمر· إذ ينتقلون وبسهولة من كليبات الراقصات إياها إلى أغاني تطمح لاقتسام كعكة الأغنية الدينية·
المغربي إيلام جي اختار هو أيضا ركوب الموجة ذاتها وجعلها "سبة" من أجل القفز بحثا عن المجد والشهرة· ويشبه إيلام زميله سامي يوسف كونه تترعرع هو الآخر في الضفة الأخرى من البحر، ومع ذلك اختار أغنية "إن شاء الله" لتكون سبيله للوصول إلى العالم العربي وقدمها على شكل فيديو كليب بالطريقة الغربية وأخرجها بنفسه·
ويربط العديد من المتتبعين ظاهرة سامي يوسف وأمثاله بمنظومة عامة· فالكاتب المصري علي سفر يرى أن تاريخ الحركة الإسلامية في العالم العربي وفي مصر خاصة، الموطن الأساسي لحركة الإخوان المسلمين التي أسسها حسن البنا، يذكر أن أولى الفرق الإسلامية التي حاولت تسريب الوعي الإسلامي عبر الفن كانت قد شكلت على يد أخيه عبد الرحمن البنا الذي أنشأ فرقة مسرحية تحت اسم "مسرح الإخوان المسلمين" حاولت مجاراة الواقع المصري عبر تقديم مسرحية جميل بثينة!
وهنا يبدو واضحاً أن محاولة التيار الإسلامي الإستفادة من وسائل العصر الحديث للقيام بالدعوة كانت مرتبطة بسياق تصارعي مع التيارات السياسية الأخرى التي حاولت السيطرة على الشارع العربي عموماً· ولعل تنامي استخدام هذه الأدوات كان مرتبطا بشكل أساسي بتنامي وتقدم المشروع السياسي الذي تتبناه الحركة· وهكذا نرى كيف تحول التيار الإسلامي صوب الحافة المظلمة لاحقاً والمرتبطة بالوهابية والتيار التكفيري، وغيب استخدام الفن·
ولم يجتذب سامي الأسماع فقط بل استعان بالفيديو كليب ففتحت له الطريق للانتشار، باعتباره الطريق "الشرعي" للشهرة في العصر الحديث· كل ما في الفتى جذاب ولافت، بدءا من مظهره الشخصي وصوره المنتشرة بشكل كثيف، مرورا بصورة غلاف الألبوم المصمم بشكل احترافي حاملا لمسات تجريدية، وانتهاء بالأهم: أغنيته المصورة التي شكل فيها عالم الصورة مجالا جماليا موازيا فتم الاهتمام بصورة سامي يوسف بطل الأغنية وصورة مسكنه الأنيق والباذخ، كما صورت المشاهد الخارجية في أماكن ذات أبعاد جمالية عالية مثل مسجد السلطان حسن بالقاهرة وشوارع راقية ومشاهد ليلية لمخيم في الصحراء، حتى مهنة بطل الأغنية كانت مصورا فوتوغرافيا عمله هو الاحتفاء بعالم الصورة! عالم الصورة ليس جماليا فقط وإنما يحمل أيضا قيما معينة، فهي صورة تهتم بإبراز حالة من الترف، وهو ملمح درج مشاهير عصر الفيديو كليب على إبرازه· ويرجع الكاتب المصري ذلك إلى كون هذا المنحى أصبح هاجسا لكثير من الأوساط الإسلامية من خلال التأكيد على أن الإسلام لا يعارض الحياة الرغدة ومظاهر الرفاهية الحديثة وفق ضوابط، كما أنه أصبح مصدر انتشاء لدعاة وتيارات إسلامية معاصرة مكنتهم من اجتذاب الطبقات فوق المتوسطة والعليا من المجتمع·
وتجربة سامي يوسف المغني أو المنشد تتقاطع إذن مع تجارب تيار الدعاة الجدد من الإسلاميين الذين يتوجه خطابهم إلى الطبقات المتوسطة الصاعدة والعليا، كما يجمعهم الحرص على إبراز ذلك الوجه العصري والحديث "للإسلام"· فقد كان مثلا أول ظهور لسامي يوسف في برنامج عمرو خالد "صناع الحياة"· ويجمعهم الحرص على تفادي السياسة أو التفاصيل والتركيز على الجوانب الأخلاقية العامة والفردية والعاطفية، والتأكيد على التسامح وأهمية التوافق والاندماج في المجتمع والوجود بجوار الآخرين مهما بلغت حدة الاختلاف··· فالدعاة الجدد أصبحت مختلف المحطات الفضائية -لا الدينية وحدها- منبرهم الأساسي، كما أن أغنية سامي يوسف "المعلم" تعرض في الفضائيات العربية المتخصصة في إذاعة الأغاني المصورة على مدار الساعة بلا انقطاع أو ضوابط!
إذا كان سامي يشكل نموذجا اخلاقياً وموضوعياً للشباب المسلم فإن المفارقة بين رسالة العمل الفني وبين المتلقي تتسع لتغدو صورة تنتمي الى عوالم شبه غرائبية بعيدة تماماً عن الواقع (في كليب ابتهال يقف عدد من الشباب الذين يرتدون الملابس الرسمية وبتسريحات شعر على الموضة بشكل تراصفي غريب في باحة أحد الجوامع) فهل يصل المراد من هذه الصورة الى المتلقي الذي صنعت لأجله؟ قد تبدو الجماهيرية التي قوبلت بها هذه الكليبات إجابة على سؤالنا ولكنها لا تنفي غياب العمق والسذاجة والسطحية التي تتسم بها ··ولعلها لن تكون أكثر من مجرد كليبات ذات مفعول قصير سرعان ما تتلاشى في زحمة الفضائيات·
جمال الخنوسي

هناك تعليق واحد:

  1. غير معرف8:38 م

    شوفلااخي لا تستخف بعقول الناس انا ما بهمني مين ينشد المهم ان يكون الصوت جميل والامنشد محترم والهم الكلمات الراقيه فالكثير من المنشدين الكبار اصلحت الاناشيد الجديده لهم كلمات ملهاش طعم هي ولا اللحن لذا مايهم الاداء والحن والكلمات وهذا ما ينجح الانشوده لذا نحن ما نزال نستمع لاناشيد من ايام زمان وبنسئل ليش ما في زيها اليوم ونحن لا نعلن ماغ في نيات الناس......

    ردحذف