31‏/07‏/2007

استمرار فضائح مسلسل لم يعرض بعد

استمرار فضائح مسلسل لم يعرض بعد
"رحيمو" كلف تسعة ملايين درهم ودوزيم وافقت على إنتاجه دون الاطلاع على السيناريو
ممثلون قالوا إن مخرج المسلسل "بوليسي" ولم يكن قط مخرجا أو كاتب سيناريو
----------------------------------
لم يحظ أي مسلسل من قبل بالاهتمام نفسه الذي حظي به مسلسل "رحيمو"، ولم يرافق تصوير مسلسل من قبل لغط وصراع كما هو الحال بالنسبة إلى هذا العمل· صراع ربما فضحته وفرة الأموال والمبلغ المحدد للانتاج الذي بلغ 9 ملايين درهم، دون احتساب ملايين الاشهار الذي تم تهريبه بين المشاهد· ولا بد أن السؤال حول أسباب كل هذه "الروينة" وهذا "الخواض" الذي يلف المسلسل ويغرق فيه "حتى الأذنين" أمر ليس بالصعب ولا العصي، يكفي التأمل والنظر إلى المعطيات المتوفرة وكذلك طرح الأسئلة الصحيحة وتحديد المسؤوليات، التي يتملص منها عادة ب"سدان التيليفون"، ولغة الخشب، و"قليب الفيستة"·
-----------------------------------
البداية "العوجة"
بدأت فكرة المسلسل بعد النجاح النسبي الذي حققه الفيلم التلفزيوني، والتواصل الذي تم مع الجالية المغربية ببلجيكا وأوربا عامة· كما تزامن العرض مع الزيارة التي قامت بها الوزيرة البلجيكية للمغرب وبالتالي تم "التفكير" في مسلسل "رحيمو" مقتبس عن الفكرة الرئيسية للفيلم· وتقول مصادرنا إنه تم الحسم في هذا الأمر بشكل متسرع في إحدى الحفلات بشكل شخصي بين مخرج العمل اسماعيل السعيدي ومدير القناة الثانية مصطفى بن علي· وأن المخرج تلقى الموافقة دون اطلاع القناة على سيناريو الثلاثين حلقة أو خضوعها للمسطرة العادية لكل الأعمال التلفزيونية، وإطلاع لجنة للقراءة· ورغبة في التأكد من هذه الأمور اتصلنا بنجيب رفايف رئيس لجنة القراءة ومدير الدراما بالقناة الثانية فنفى علمه بفحوى هذا المسلسل ومسؤوليته عنه "نظرا لأنه مسؤول فقط عن الاطلاع على الأفلام التلفزيونية وليس المسلسلات"· وأضاف رفايف في نوع من "النرفزة"، "سيروا سولوا مديرية البرمجة عن المسؤول" في إشارة إلى محمد ماماد· في حين أكدت مصادر من داخل القناة أن رفايف هو المسؤول المباشر عن قراءة الأعمال والتأشير لها، إما بالمصادقة أو بتقديم مجموعة ملاحظات وتعديلات، كما أن عدة مشاريع هي موضوعة الآن على مكتب رفايف تضم مسلسلات وأفلاما على السواء، وتنتظر النظر فيها في إطار اجتماعات دورية يرأسها هو بنفسه! وأضافت المصادر ذاتها أن شروط لجنة المشاهدة التي يترأسها زهير الزريوي الذي يشغل منصب مدير البث، بإلزام الشركة المنتجة ل"رحيمو" بموافقة اللجنة على الحلقات ومشاهدتها وإدخال التعديلات اللازمة عليها من أجل الحصول على التعويضات اللازمة المتفق عليها، أنقذت المحطة من كارثة حقيقية، نظرا للتجاوزات والأخطاء الفادحة (التي سنعرض لها لاحقا)، ولو تم بث الحلقات في شكلها الأصلي، "لكنا وصلنا إلى ما لا يحمد عقباه"·
دوزيم تقلب الطبلة
بعد توصلها بعدة شكاوى انتبهت القناة إلى أن مشاكل عدة ترافق هذا المسلسل الذي توجهت إليه الأنظار وأشار إليه الجميع ك"فضيحة" قبل أن يتم عرضه· وعند إطلاع لجنة المشاهدة على الجزء الأول المكون من 10 حلقات تم استلامها من الشركة المنتجة، ارتأت القناة أن تقدم ملاحظات "شديدة اللهجة" للمسؤولين عن "رحيمو" لإدخال التعديلات اللازمة مع التهديد برفض قبول المنتوج بهذه الحالة المتردية· ويمكن تلخيص هذه الملاحظات في 16 نقطة:
1 - إدماج الحلقتين الأولى والثانية في حلقة واحدة من أجل رفع الإيقاع وتجنب البطء·
2 - ميكساج الصوت خال من أي مؤثرات·
3 - ملخصات الحلقات السابقة تتميز بالطول ويجب إعادة العمل على الحكي خصوصا في شق الميكساج وكذا النص الذي يحوي مفردات "سوقية"·
4 - جينيريك السلسلة طويل جدا·
5 - ضرورة ترجمة الحوارات عن طريق "السوتيتراج" للشق الفرنسي من الحوار·
6 - تجنب كل ما يمكن اعتباره ضربا من "السوقية"·
7 - تجنب "اللقطات الإشهارية" الواضحة لكل من ماركات: عائشة، ولوريال، وكوكا كولا، وفينيزيا أيس، وسبور بلازا، وبيغ شوت بروديكسيون، وكيوتوم، وسانيراما، وفندق المنزه·
8 - تضييق الحيز الخاص بظهور الثنائي البلجيكي·
9 - المسلسل يخلق مشاكل كبرى وحساسيات ونعرات عرقية مع الفاسيين، والشرفاء والشلوح إذ يتم تبادل السب والشتم والاستهزاء من مختلف مكونات المجتمع المغربي·
10 - يجب إعادة عملية المونتاج لمشهد الولادة وماقامت به الممرضة في الحلقة الخامسة·
11 - المشهد الخاص ب"شهيوات شوميشة" في الحلقة الخامسة طويل جدا! ويدخل في باب الحشو والتمطيط·
12 - ضرورة تجنب استعمال القرآن والصلاة والأذان من أجل خلق مشاهد هزلية·
13 - مشاركة عزيز الذي ظهر في استوديو دوزيم نوع من الإقحام وملء فراغ·
14 - المشهد الذي يظهر فيه فندق المنزه مشهد طويل جدا ويمكن اعتباره ملء للفراغات، لذلك يجب تجنب مثل "هذه التقنيات" الاشهارية·
15 - غياب النهايات الموفقة في كل حلقة أو ما يسمى "لا شوت"·
16 - الملخصات يجب أن تكون باللغة العربية·
ولابد أن اذعان الشركة المنتجة لشروط القناة سيطرح لها مشاكل من نوع آخر، إذ أن هذه التغييرات ستطرح مشكلا كبيرا في ما يخص مسار السلسلة وحبكتها وتسلسل الأحداث· كما أن بعض المصادر المقربة من المسلسل تقول إن هذه المشاكل الكبرى التي تم تشخيصها في الجزء الأول المقدم إلى القناة ربما لا يبرز بشكل جلي حجم المشكل الذي يتخبط فيه هذا العمل ، نظرا لأن هذا الجزء كان "مكتوبا" و"منظما" مقارنة مع الأجزاء التالية التي اتسمت بالارتجال·
من جهة أخرى فإن هذه "الملاحظات" تبرز بشكل جلي أن المخرج وكاتب السيناريو في الآن ذاته منفصل تماما عن الواقع المغربي (بحكم ولادته وعيشه وإقامته في الديار البلجيكية)، لذلك لا يعرف حدود الفكاهة المغربية، وحساسيات المجتمع وخطوطه الحمراء·
فضيحة "أنتيرناسيونال"
بعد أن ضاقت الأمور بالمشاركين البلجيكيين، لم يجدوا حلا لمشاكلهم سوى اللجوءإلى مصطفى بن علي وإرسال شكاية مباشرة إلى مدير القناة الثانية، للتنديد بتماطل شركة الانتاج والمخرج في تسديد مستحقاتهم المتراكمة· إذ قطعوا عليهم كل قنوات التواصل من هاتف ورسائل بريدية وأخرى الكترونية وفاكس وإس إم إس! كما هدد "البلاجكة" باللجوء إلى القضاء من أجل الحصول على مستحقاتهم وكذا عقد ندوة صحفية في بداية شهر شتنبر المقبل ببروكسيل ل"ضرب الطر" للمسؤولين عن اهدار حقهم وتشويه صورة المغرب·
أكباش الفداء
منذ انطلاق مسلسل تصوير المسلسل سقط ضحايا، وتم قطاف رؤوس أينعت· لائحة طويلة من الأسماء ذنبهم أنهم عملوا في "رحيمو" أولا، وطالبوا بحقوقهم ثانيا· فكانت قضايا كل من محمد نظيف الذي طالب بأجره وتم الانتقام منه بترويج مقطع فيديو نعت ب"الفاضح" مقتطف من الزيارة التي قام بها فريق المسلسل إلى بانكوك، وقضية منى فتو التي اشتكت من تحرشات وأشياء أخرى ولم يفك "حريرتها" سوى تدخل حسن النفالي من الإئتلاف المغربي وقيامه بوساطة بين الممثلين المشتكين والقناة الثانية والمخرج والشركة المنتجة· وقضية كريمة فلاح المكلفة بالمونتاج التي تم الاعتداء عليها، ورفعت دعوى قضائية ضد "المعتدية" حبيبة بلقاسم مديرة شركة "بيغ شوت" بسبب مطالبتها بالأجر المتأخر· وقضية نوال أنصار التي اتهمت بسرقة "معدات" عندما طالبت هي الأخرى بمستحقاتها، في حين أن "القرص الصلب" الذي كانت تستعمله في عملية مونتاج الصوت كانت تصحبه معها إلى منزلها بعلم الجميع، لإتمام العمل المتراكم وتسليمه في الوقت المحدد، وبالتالي تجاوز التأخيرات التي تسبب فيها "الآخرون"· كل هذه حكايات استفضنا في الحديث عنها في أعداد سابقة من "الصباح"، بالإضافة إلى قضية "البلاجكة" الذين تركوا الجمل بما حمل، ورحلوا إلى ديارهم محبطين· وقضية عبد الفتاح لحويسي الذي كان مكلفا بالانتاج واتهم هو أيضا بالسرقة، فقط لأنه طالب بمغادرة السلسلة والعمل في انتاج كندي يصور بالمغرب، وهو أمر تم إقراره بشكل صريح في العقد المبرم بين لحويسي وشركة "بيغ شوت"، وانتقاما منه تم تلطيخ سمعته بتهمة تقديم فاتورات مزورة، وعرقلة التصوير من خلال استعانته بعصابة "وهمية" من "الفتوات" و"البلطجية"، قامت بهجوم "وهمي" على بلاتو التصوير برهن العديد من الشهود كتابيا أنه أمر ملفق ولا أساس له من الصحة·
مسؤولية دوزيم ومسؤولية المركز السينمائي
لاحظ عدة ممثلين رفضوا الافصاح عن هويتهم أن كتابة مشاهد المسلسل تتم على بلاتو التصوير وباللغة الفرنسية ويتكلف الممثلون بترجمتها "كيفما جاب الله"، مستعملين "سلطتهم التقديرية"! وتبقى الكتابة رهينة بمزاج المخرج الكاتب "هو وحالو"، "يحيي من يشاء ويقتل من يشاء ويمطط ويقزم دور من أراد" ، "أنت وعلاكتك بيه كي دايرة " ذلك اليوم! وهو الأمر الذي يؤكد أن القناة لم تتوصل ب30 حلقة مكتوبة كما الحال للأعمال الأخرى· والأمر نفسه ينطبق على المركز السينمائي، فقد شككت مصادر مقربة من المسلسل في كون المركز توصل بسيناريو العمل نظرا للأسباب التي ذكرنا من قبل· وفي اتصال مع سلوى زويتن رئيسة قسم الانتاج بالمركز السينمائي المغربي أكدت أن المخرج اسماعيل سعيدي حصل على بطاقة "مهنية كاملة غير منقوصة ولا استثنائية"، كما أن المركز حصل على سيناريو المسلسل كاملا بحلقاته ال30 ، وضمت إلى الملف الخاص بالسلسلة· في حين ثبت للصباح أن المخرج المذكور حصل على بطاقة مؤقتة، وقضية أفلامه القصيرة التي تخول له الحصول على البطاقة، معروضة على أنظار القضاء البلجيكي نظرا للمشاكل التي نشبت بين المخرج وشريكه في "إيماجي فيلم" يوسف رشيش، الذي يتهمه بالاستحواذ على نسخ الافلام بالإضافة إلى عدة "خلافات" هي أمام أنظار العدالة البلجيكية· وفي اتصال مع الصباح شكك رشيش رئيس مهرجان الفيلم العربي ببروكسيل في الكيفية التي جعلت السعيدي يكسب نوعا من الاعتراف كمخرج أو سيناريست! وهو أمر غاية في الغرابة إذا ما علمنا أن الرجل لم يخضع لأي تكوين لا في الإخراج ولا في كتابة السيناريو· هذا بالإضافة إلى أنه في بلجيكا غير معروف بالمرة، "فهو كان ومايزال بوليسيا ولم يكن قط فنانا"· ويضيف رشيش، أن سعيدي له "نظرة خاصة" إلى المغرب كانت واضحة عندما اشتغل مع المدعو سام توزاني أحد المعادين للمغرب وللملكية، وكان يعبر عن أفكاره هذه عندما عملا معا في فيلمه "كثير من الضجيج"·
للختام
هذه إذن فصول من مسلسل كئيب وانعكاس للارتجال والاستسهال السائد داخل مؤسسة مغربيةو وملايينها التي تلقى من النوافذ· ليتلقفها أصحاب "الهموز" ممن يعرفون من أين تؤكل الكتف، والحاذقون في أخذ "القرصات" من القنفذ قبل أن يفلت· وما نراه اليوم في الكواليس سنراه غدا على الشاشة "وعلى عينك أبن عدي"·
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق