08‏/07‏/2007

رضى العلالي (هوبا هوبا سبيريت): لم يعد لأي كان الحق في اللعب بلغة الحقد والكراهية


رضى العلالي (هوبا هوبا سبيريت):
لم يعد لأي كان الحق في اللعب بلغة الحقد والكراهية

قبل أن يبدأ الحفل تلك الليلة الدافئة من ليالي مدينة الصويرة الجميلة، انتظر حوالي 80 ألف من الجمهور، أعضاء فرقتهم المحبوبة· أخذ رضى العلالي الميكروفون مبتسما: "الرد على من يعتبروننا نقوم بالتهريب الثقافي ها هو أمامنا الآن، أنتم تمثلون جوابنا على كل هؤلاء"· وفي جلساته الهادئة يقول رضى مازحا: "على الأقل أصحاب هذا الفكر المتحجر يعطونا موضوعا للكتابة، ويمنحون هدفا ورسالة لفننا"، ثم يغير ملامح وجهه، ويأخذ شكلا جادا،"لا أظنهم يفهمون ما يقومون به· هذا أمر محزن وخطر في الآن ذاته، أن تسمع في سنة 2007 مثل هذه الخطابات الظلامية، خصوصا أنه أصبح بيننا من له القدرة والرغبة في "التفركيع" والقتل والانتحار وسفك الدماء، لذى لم يعد لأي كان الحق في اللعب بالكراهية واستغلالها لأهداف سياسية على حساب حريتنا وحرية غيرنا· على "الفهاماتورات" أن يعرفوا مسؤولياتهم، لأن غدا سيذبحنا شخص ما "عمروه بالحقد" أو سيفجر نفسه وسط حشود بريئة، وهو يظن أنه يقوم بعمل بطولي· نحن مستعدون للحوار من أجل إيجاد حل "لهاد البلاد"، وكما نحن مستعدون للدفاع عن حق الآخرين في الوجود يجب أن يكون لنا الحق نحن أيضا في التعبير يكل حرية دون إملاءات· والنجاح الذي حققناه في الصويرة ليس وليد الصدفة بل هو ثمرة سنوات طويلة من العمل الجاد والحفر في الصخر"·
وحول موسيقى هوبا هوبا سبيريت يقول رضى، "أنا أعبر عن أشياء ومواضيع مرتبطة بجيلي ومرتبطة بنا جميعا، وأنا على يقين أن أطفالي مثلا سيختارون لونا موسيقيا آخر سيعبرون به عن آلامهم وآمالهم، وعلينا أن نقبل هذا التطور، حتى لا نقول القطيعة بين الأجيال· إن موسيقانا الشعبية غنية ونحن ننهل منها ما استطعنا، أما الحديث عن أن موسيقانا مغربية أو ليست مغربية فهو أمر مضحك للغاية· إننا نريد أن نكون قريبين من جمهورنا، ونتعمد الذهاب إلى المدن الصغيرة والنائية بغية التعريف بفرقتنا وموسيقانا، وبالتالي أن نظهر للجميع من نحن حقيقة، وليس كما يظهرنا كمشة من المتحجرين والظلاميين"·
عندما يتحدث عن تراثنا الموسيقي تلبس رضى سحنة من الحزن والحسرة، "لقد غزتنا ولمدة طويلة موسيقى يمكن أن نسميها ب"الرسمية"، اعتبرت ولمدى بعيد أن أنواع الموسيقى الأخرى وضيعة وأقل قيمة· لم نكن نرى لا موسيقى كناوة لأنها مهجورة، ولا الشيخات لأنها "حشومة وقلة حياء"، ولا الشعبي لأنه يتضمن كلاما ساقطا· لقد جعلونا نحس بمركب نقص، ونتعامل مع فن من صلبنا بنوع من الازدراء مع أن 100 في المائة من المغاربة يجعلون من الموسيقى الشعبية سبيلهم الوحيد للفرحة والترفيه، وفي آخر المطاف يقولون إن موسيقانا ليست في المستوى، ليقل لنا "الفهاماتور" عن مقاييس الجودة التي يعتمدونها، ومن وضعها وتبناها· لقد أصبح للجمهور الآن الفرصة لاختيار الموسيقى التي يحب، فهناك من يفضل الشرقي أو الخليجي التي يجدها على قناة روتانا وغيرها، ومن يريدون موسيقانا فإنهم ينتظروننا في الحفلات والمهرجانات وعلى الانترنيت، لقد سقط جدار برلين الموسيقى وولى العهد الذي كانوا يسقوننا فيه جرعات من الموسيقى الرسمية التي كرهتنا في كل شيء· نحن لا ننتظر أن تنعم علينا القنوات التلفزيونية الرسمية، وتضعنا في شبكة برامجها، هذا أمر لا يهمنا بالمرة، فنحن نعيش مغامرة إنسانية فريدة ولم نكن نعرف قط الطريق الذي سنسير فيه وإلى أين ستوصلنا· إنها قصة جميلة سنحكيها لأطفالنا وأحفادنا· المطلوب الآن هو أن نتجاوز النظرة السوسيولوجية إلينا، التي تعتبرنا ظاهرة اجتماعية فقط· نحن موسيقيون وفنانون يجب معاملتنا على هذا الأساس، والتعامل مع موسيقانا فنا وليس ظاهرة عجيبة· عندما نحيي حفلا في فرنسا أو بلجيكا أو اسبانيا فنحن على يقين أنهم ينظرون إلينا موسيقيين، إما يتفاعلون معنا أو يتعاملون مع موسيقانا بفتور، بمعزل عن أي نظرة دونية أو غرائبية· والدليل على ذلك أننا نستعد الآن للمشاركة في مهرجان بسويسرا يدعى "باليو فايستيفال" الذي بيعت منه لحد الآن 220 ألف تذكرة، ويشارك فيه فنانون عالميون كبار· لقد فتحت أمامنا أبواب لم نكن نحلم بها بل لا حتى مكان وجود هذه الأبواب"·
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق