26‏/03‏/2009

"المكي تي في": قناة تلفزيونية لعولمة الشعوذة والتخاريف

مكي الصخيرات ينقل معجزاته إلى كرواتيا وسحار يوناني في البيضاء يسرق النوم من عيون القزابري

ليفرح المغاربة ويسعدوا جميعا، فتحول كبير سيغير حياتهم، قريبا سيفتح لهم مكي الصخيرات "الطبيب متعدد الاختصاص والشافي والعافي من كل الأمراض، وفاتح كل العكوسات، الذي ضربت شهرته الشرق والغرب من السعودية إلى المغرب ومن فيافي إفريقيا إلى زغرب"، قناة تلفزيونية موضوعاتية جديدة تعنى بالسحر والشعوذة، وتنقل لكل المشاهدين حول العالم أخبار الدجل والدجالين وتشهر محلات العطارة وآخر تقليعات الحروزة، ومنجزات ومعجزات المكي "لايف" مباشرة من الصخيرات وعبر الأقمار الاصطناعية حصريا على "المكي تي في".
وستنافس قناة "المكي تي في"،لا حالة، قناة اسمها "الحقيقة" على القمر الاصطناعي "نايل سات"، يتفنن صاحبها "محمد الهاشمي" في "حلب" أموال المغاربة وكل العرب، مستغلا ضعف بعضهم وحاجتهم لجرعات الأمل والشفاء من مرض عضال (الله يرزقنا جميعا الصحة والعافية).
وبما أن "خوك في الحرفة عدوك"، فإن المكي لا يعجبه الهاشمي بالمرة، ويستعد لشن حرب ضروس عليه، كما أشار إلى ذلك في حواره مع الزميلة "الأيام، "أنا هداك الهاشمي ممعتارفش بيه، واش كاين شي علاج بالتليفون والخلاص هو الأول، والعلاج غير بالعسل والزعفران" (!).
ولست أدري من أين سيأتي المكي بترخيص لقناته هذه، ومن أين سينطلق بثها هل من كوكب الأرض أم من كوكب زحل أم من إحدى المجرات المجاورة، فلابد أن ثقته العمياء في قدراته "الإقناعية" جعلته لا يكترث بامتناع الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري عن تقديم تراخيص لتلفزيونات خاصة. ولو سقى أحمد غزالي رئيس الهاكا "سيتيرنا" كاملة من الماء الزلال الذي يقدمه لأتباعه ومريديه، لما أعطاه هذا الأخير الضوء الأخضر لبث خزعبلاته على الأثير، مع أن الكثيرين يعتقدون أنه "بحال قناة المكي بحال خوتها كلشي هلوسة في هلوسة".
ليس المكي فحسب الذي اختار تصدير معرفته و"قوته التي يستلهمها من النجوم" إلى خارج الوطن في إطار العولمة، والانفتاح على الخارج، وسوق الشعوذة الحرة، واتفاق "الغات"، فقد فوجئنا، أول أمس، بخبر إلقاء القبض على "مشعوذ" يحمل الجنسية اليونانية، جاء بدوره لمنافسة صناعتنا الوطنية العتيدة في عقر دارها، وبدأ يوزع صكوك "القبول" و"الحروزة" و"التوكال" بمدينة الدار البيضاء، و"لم يجر له في الكحل"، ويكشف عن ألاعيبه اليونانية إلا شكاية تقدم بها المقرئ المعروف عمر القزابري إمام المصلين بمسجد الحسن الثاني إلى الضابطة القضائية أنفا بالدار البيضاء.
وإذا كان مكي الصخيرات "سره باتع" فإن السحار اليوناني أقل حظا، إذ في الوقت الذي تم الاحتفاء بالأول في كرواتيا والسعودية، حيث كان له حراس شخصيون و"ليموزين" كتلك التي يستقلها "السوبر ستارات" من نجوم الطرب والغناء، واستقبل من طرف السفير المغربي هناك بالتمر والحليب، فقد انتهت مغامرة الثاني بشكل مأساوي، وزج به في زنزانة قاسية بسجن عكاشة حيث لا تنفع كواكب ولا طلاسم، وبدل أن يخط الحروزة للزبناء كتب له المحققون محاضر "ماتخرش المية".
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق