23‏/03‏/2009

20 سنة سجنا للطالب المغربي قاتل مريم دهبي في فرنسا

الطالبة المغربية رفضت الامتثال لرغباته فوجه لها 60 طعنة بالسكين

أصدرت محكمة فرنسية، يوم الجمعة الماضي في الساعة السادسة مساء، بعد ساعتين من المداولات، حكما بالسجن 20 سنة في حق الطالب المغربي روان مصلي البالغ من العمر 22 سنة، بسبب جريمة قتل راحت ضحيتها الطالبة المغربية مريم دهبي ليلة 26 و27 دجنبر من عام 2006 بمدينة "تولوز".
وكانت الضحية تبلغ من العمر 21 سنة لحظة وقوع الجريمة، إذ اكتشف رجال الشرطة جثتها في مشهد مروع بعد أن طعنت 60 طعنة بسكين حاد.
وتعتبر عقوبة الحبس 20 سنة، التي حكم بها على المتهم، ليست هي العقوبة القصوى في جريمة القتل، بل هي أقصى ما طالب به الادعاء. ولم يشفع للمتهم في هذه القضية التي هزت فرنسا بأكملها والجالية المغربية والطلابية على وجه الخصوص، سوى عمره (19 سنة لحظة وقوع الجريمة)، في حين بقي الشك يسود ما جاء في أقوال المتهم والطريقة التي مرت بها الأمور ليلة الجريمة.
وردد مصلي أمام القاضي الأقوال التي أدلى بها أثناء التحقيق، مؤكدا أن الفتاة كانت تجمعه وإياها صداقة طويلة بحكم جنسيتهما (مغربيان)، وبحكم تحدرهما من المدينة نفسها (الدار البيضاء)، وكذلك دراستهما التخصص نفسه (المحاسبة).
وأضاف المتهم أنه "ظن" أن الفتاة "تغريه" بقضاء الليلة معها، فدخل غرفتها أثناء نومها وبدأ يداعب وجهها، إلا أن الضحية استيقظت مذعورة وهددته بطلب الشرطة. فكانت حالة الهستيريا التي ألمت بها سببا مباشرا في قوة الجريمة والطعنات التي بلغت 60 طعنة.
وبقي السؤال معلقا عن الدافع الأساسي الذي جعل شابا هادئا، أكد جميع الخبراء النفسيين والاجتماعيين، أنه لا يشكو من أي خلل عقلي أو نفسي، يرتكب جريمة بكل هذا العنف والوحشية.
وأوردت جريدة "لاديبيش" الفرنسية نقلا عن ممثل النيابة العامة، "أتساءل أية حقيقة تخفي عنا، لا بد أنها أكثر قبحا مما نتصور". مشيرا إلى أن الضحية لم تتلق طعنات بالسكين فحسب، بل تلقت لكمات في وجهها أدت إلى كسر أربعة أسنان.
واعتبر "سيمون كوهين"، ممثل العائلة، مريم فتاة تؤمن بالحرية لكنها لم تكن قط "فتاة سهلة"، "وهذه الحرية يمكن أن يقبلها المتهم من فتاة أوربية لكنه لن يقبل ذلك من فتاة من الدار البيضاء ترفض عرضه وتقول له "لا"، إنك لم تقتلها، أنت رجمتها، هذا عقاب شديد".
وأكد محامي الدفاع أن أقوال موكله معقولة، معللا عنف الجريمة ب"الخوف من اتهامه بالاغتصاب"، في حين قال روان مصلي قبل النطق بالحكم، "لقد قلت الحقيقة كاملة وأطلب منكم المعذرة".
وأعاد انطلاق محاكمة قاتل الطالبة المغربية، يوم الخميس الماضي، إلى الأذهان تفاصيل جريمة القتل البشعة وردود الفعل التي خلفتها، إذ كانت مريم محبوبة من طرف زميلاتها وزملائها، كما يصفها الطلبة بالفتاة "الاجتماعية" و"المتفائلة" و"المحبة للحياة"، وخصصت وسائل الإعلام الفرنسية حيزا كبيرا لهذه الجريمة البشعة والغامضة.
جمال الخنوسي
الصورة
القاتل أثناء تمثيل الجريمة بباب شقة الضحية (خاص)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق