25‏/03‏/2009

سيطايل تطالب برأس عبد الصمد بنشريف

حرضت مدير القناة الثانية على اتخاذ قرار زجري في حق صاحب برنامج "تيارات"


طلبت نائبة المدير، ومديرة الأخبار بالقناة الثانية ، سميرة سيطايل، من مدير دوزيم اتخاذ التدابير اللازمة في حق الإعلامي عبد الصمد بن شريف معد ومقدم البرنامج الحواري "تيارات".
وحرضت سيطايل في رسالة موجهة إلى كل من الرئيس المدير العام فيصل العرايشي ومدير القناة سليم الشيخ، ومجموعة من المسؤولين، لمعاقبة الصحافي نظرا لما أسمته "السلوك المضر بعمل وصورة المؤسسة"، معتبرة ما قام به عبد الصمد بنشريف "خرقا لعقد العمل والميثاق الجماعي ولقانون الشغل في ما يتعلق بالمساس بالمؤسسة المشغلة وصورتها وأخلاقياتها وإشعاعها ومصداقيتها".
وأوردت سيطايل في الرسالة التي حصلت "الصباح" على نسخة منها، مقاطع من المقال الذي نشره بنشريف في العدد 386 من أسبوعية "لوجورنال إيبدو" تحت عنوان، "عشرون سنة على إطلاق القناة الثانية.. التلفزيون ليس وسيلة لتلميع الصورة وتسويق خطابات المدح والتمجيد والدعاية واغتيال الكفاءة".
وجاء في مقال بنشريف، "يبدو أن المنافسة الإعلامية الشرسة، والولادة السريعة لمئات الفضائيات، جعلت المشاهد المغربي أمام عدة اختيارات، دون أن يخضع لتوجيه أو رقابة، لكن ونحن نحتفل ببلوغ القناة الثانية سن العشرين، نلاحظ أن هذا المشروع الإعلامي، أجبر على السقوط في عدد من الأخطاء المهنية والمطبات التحريرية، وتحول في وقائع كثيرة، إلى طرف فوض إليه تصفية حسابات مع أحزاب، ومنابر إعلامية وطنية وعربية، وتيارات فكرية وجمعيات، وحلت محل وزارة الخارجية والعدل، والداخلية، في مناسبات كثيرة.
يمكن الرجوع إلى أرشيف القناة للتأكد من هذه الأخطاء، وكذلك إلى ما نشرته الصحافة المكتوبة، وعدد القضايا التي بتت فيها الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، بل إنها لم تتردد في تأليب جزء من الرأي العام، ضد جزء آخر، مع بث ربورتاجات، تعليقاتها أشبه ببيانات عسكرية، محررة بلغة لا علاقة لها بالصحافة، ولا بأخلاقياتها، مما يشكل انحرافا خطيرا، يضرب في الصميم مشروع القناة في حد ذاته، ويجهز على الرهانات التي رفعتها، والأهداف التي وجدت من أجلها، وعوض أن تقدم معالجة إعلامية مهنية، لما يحدث في المغرب، على كافة الأصعدة ، وإقامة نقاش مهني وعميق حول عدد من القضايا، فقد مالت إلى ترويج الدعاية والمدح المخصص، لمشاريع ومبادرات الدولة، والتلميع الذي يحظى به بعض الأشخاص، الذين يصنفون ضمن الدائرة المقربة ، من مربع صنع القرار".
ويؤكد العاملون بدوزيم أن العلاقة بين بنشريف وسيطايل متوترة "منذ عهد قديم"، ودفعت مديرة الأخبار إلى عرقلة مسيرة الصحافي والبرنامج الذي يشرف عليه، كما كان بنشريف ضحية حملات من "التنكيل" و"التصريحات والاتهامات العنيفة" التي نشرت على صفحات بعض الجرائد، جاءت على لسان سميرة سيطايل ونائبها توفيق دباب أو من سماهم بنشريف في مقاله، "الطائفة"، يقول، "والغريب في الأمر، أن أي مدير عام، لم يتمكن من وضع حد لهذا السلوك الغريب، رغم المعرفة الجيدة، لكل واحد بخطورته وتداعياته الوخيمة، على مردودية القناة واستقرارها وتلاحمها، علما أن ممارسة من هذا النوع، لا يمكن أن توجد إلا في قناة تسير بمنطف الطائفة la secte، التي تضع حولها سياجا وأسلاكا، لمنع الآخرين من الاقتراب من دائرتهم".
ويضيف بنشريف، "ولعل الكيفية التي احتفل بها، قسم الأخبار بمرور 20 سنة، على انطلاق القناة الثانية، من خلال برنامج تحقيق، وبرنامج الزاوية الكبرى، يؤكد بشكل ملموس، طبيعة المنطق الذي تشتغل به هذه الطائفة، وهو منطق يتغذى على الكراهية والحقد والقتل الرمزي، الذي لو توفرت له الشروط لأصبح بالفعل قتلا حقيقيا، إذ لاحظ كل من ساهم في بناء تجربة القناة الثانية، على امتداد سنوات، أو من واكب التجربة من خارج القناة، أن مديرية الأخبار، ومن خلال البرنامجين المذكورين، وخاصة الزاوية الكبرى، "الذي يشرف عليه رضا بنجلون"، ارتكب جريمة في حق تجربة بكاملها، وقرر عن سبق إصرار، اغتيال جزء مهم من الذاكرة المشتركة، ومن العمل الجماعي، الذي هو ثمرة تضحيات وجهود بذلها نساء ورجال، كل من موقعه.
بل أكثر من هذا، وبجرعة عالية من النرجسية، وحب الذات، وكراهية الآخر ، تم اختزال 20 سنة، من عمر القناة الثانية، في ما أنجزته نائبة المدير العام، ومديرة الأخبار، سميرة سيطايل، ومساعدها رضا بنجلون، وأن ما قاما به، هو كل رصيد القناة، ورأسمالها في تنشيط النقاش السياسي، وتسويق صورة مثالية ومرجعية عن المؤسسة الملكية، والدفاع عن الوحدة الترابية، وتوسيع هامش الحريات العامة، وإرساء دعائم المصالحة وترسيخ قيم المواطنة والحداثة والديمقراطية، وتكريس التعدد والتنوع، وإعادة الاعتبار للأمازيغية، وتأهيل الحقل الديني والاقتصادي والفلاحي، ومحاربة الإرهاب، والعزوف السياسي، والهدر المدرسي، والفقر والبطالة، والتلوث بكل أنواعه بما فيه الفكري، وإنصاف المرأة، واكتشاف ما تزخر به الجالية المغربية في الخارج من طاقات، وتحقيق القرب الإعلامي، من خلال إعطاء الكلمة لكل ألوان الطيف الاجتماعي والجمعوي".
وعبر مجموعة من العاملين بدوزيم (رفضوا الإفصاح عن هويتهم للأسباب ذاتها) عن استغرابهم لسلوك "نائبة المدير ومديرة الأخبار" بمؤسسة إعلامية، تطلب تكميم أفواه الصحافيين وكسر أقلامهم، "لأنهم لا يتعاملون بمنطقها أو يتحدثون لغتها".
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق