10‏/03‏/2009

بركاشي: المثليون يتلقون الدعم من سياسيين مغاربة


المنسق العام لجمعية "كيف كيف" قال إن المثليين مهمشون في الشارع ومع ذلك لهم أتباع في مستويات أعلى
أجرى الحوار: جمال الخنوسي
الجزء الأول
لم يكن من السهل على سمير بركاشي، المنسق العام لجمعية "كيف كيف"، الخروج من ظلام السرية إلى نور العلن، ولم يكن من السهل عليه القيام ب"Coming out" أو (الخروج من الدولاب) كما يصفه المثليون، فتلك مغامرة لا يقدر على تحقيقها سوى شخص شجاع من طينة بركاشي.
لم يكن سمير كما تخيلته أول مرة، خلال مكالماتنا الهاتفية التمهيدية لحوار صحافي، فمن تخيلته محنكا في منتصف العمر، ليس إلا "مراهقا يافعا" في الثانية والعشرين، لكن مع ذلك له نضج كبير، وإحساس بالمسؤولية، جعلاه يخرج اليوم إلى العلن، ويحدثنا بوجه مكشوف عن "نضال سنوات طويلة" وماضي وحاضر ومستقبل طابو كبير هو "قضية المثليين في المغرب".

ما الهدف من الزيارة التي قمت بها إلى المغرب؟
- حضرت هنا من أجل اجتماع عقدته الجمعية مع جميع ممثليها داخل المغرب، وكما تعلمون فإن هذه الاجتماعات نحيطها دائما بنوع من التكتم. لكن لم يكن هذا هو السبب الوحيد، فأنا نزلت هنا ضيفا على السفارة الإسبانية في المغرب، وفي الآن ذاته نظمنا لقاءات في عدة سفارات أجنبية بالرباط، والتقينا برئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وتحاورت شخصيا مع خديجة الرياضي، والتقينا الجهات المتعاطفة معنا.
لقد جئت اليوم لأحطم حاجز الصمت، وشح المعلومات، وأزيح اللبس عن الجمعية واهدافها. لقد كانت "كيف كيف" كائنا هلاميا الكل يعرف بوجودها لكن لا أحد يعرفها لأن ليس لها وجها.
- ما ذا جرى بينك وبين خديجة الرياضي؟
- تريد الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن تطلق حملة ضد تجريم المثلية، وهذا أمر إيجابي ومهم في حد ذاته، لأن العدو الحقيقي للمثلية ليس هو القانون بل العقليات المتحجرة، عدونا ليس النظام أو الدولة أو المخزن، بل سوء الفهم.
تحدثنا في كل هذه الأمور مع الرياضي، وشرحت لها أننا لا نريد الدخول في صدام مع الدولة.
- مع من التقيتم من الرسميين؟
- في الحقيقة لقاءاتنا ومشاوراتنا الكبرى كانت مع سفراء مغاربة في الخارج، أوصلنا إليهم وجهة نظرنا، كما أن لنا أعضاء لهم علاقات هنا في المغرب قاموا بدور الوسيط، لكن كل هذا يبقى ...
- يبقى سريا
- ليس سريا بل نفضل في الوقت الراهن أن نبقيه طي الكتمان
- الأمر سيان..
- (يضحك)، على أي حال فالجمعية المغربية لحقوق الإنسان لها موقف إيجابي، لكن هذا الموقف الايجابي يبقى مرتبطا بغطاء.
- ماذا تعني بالغطاء؟
- موقفهم ليس واضحا ويتميز بنوع من الضبابية.
- من يتبنى موقف حقوق الإنسان يجب أن يتبناه إلى أبعد حد
- صحيح والرياضي منذ بداية لقائي معها وإلى النهاية أكدت لي أن موقف الجمعية يسير في خط الموقف الدولي من المثلية. والحمد لله أعربت عن استعدادها للمشاركة في أي نشاط لنا في المغرب، وكذلك عند تنظيم ورشات، كي تدلي الجمعية بدلوها في القضية ... على أي حال أرى مستقبلا واعدا في تعاوننا.
- التقيتم بأطراف أخرى؟
- نعم التقينا بجمعية بيت الحكمة في الرباط، وأثارني فعلا موقفهم المتطور كثيرا، حتى أنه أكثر إيجابية ووضوحا من موقف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
- مع من تحدثتم في بيت الحكمة؟
- مع رئيسة الجمعية خديجة الرويسي
- أين يتجلى هذا الموقف المتطور؟
- إن الجمعية المغربية تصدر بيانات وبلاغات مساندة لمواقفنا، لكن الأمر عند بيت الحكمة مختلف، لأنها تنظم لقاءات وتطرح مواضيع حساسة للنقاش من بينها المثلية الجنسية.
واتفقنا على تنظيم سلسلة من اللقاءات المفتوحة تحت مظلة "ليالي بيت الحكمة"، واتفقنا على أن يكون موضوع المثلية من أهم المحاور في هذه اللقاءات، وفي المقابل سندعمهم في هذه الأنشطة.
- التقيتم مع متعاطفين معكم هنا في المغرب؟
- بطبيعة الحال كان هذا هو الشق الرئيسي في الزيارة.
- وكيف مرت الاجتماعات مع أعضاء الجمعية؟
- كانت لقاءات مثمرة، واتفقنا على أن أنشطتنا هنا في المغرب قليلة جدا، ومحاطة بالتكتم، كما أننا لا نمتلك دعما ماليا من الدولة كباقي الجمعيات، لذلك فهي أنشطة ثانوية، أما الأنشطة الكبرى فننظمها في إسبانيا.
الهدف العام لكل هذه اللقاءات هو توطيد أواصر العلاقة بيننا وبين الجمعيات الكبرى التي تتمتع بمصداقية وسمعة طيبة داخل المغرب، لأننا أردنا توضيح من تكون "كيف كيف".
- تعني العمل بوجه مكشوف كجمعية معترف بها في المغرب؟
- هذا أمر مستحيل، على الأقل في الوقت الراهن، فالدولة لن تقبل قط، وسنخلق مواجهة نحن في غنى عنها مع المتطرفين.
- كيف ستحلون هذا الإشكال إذن، وتوفقون بين ما يفرضه الواقع وما تمليه هويتكم؟
- أريد أن أركز مرة أخرى على أن العدو ليس هو الدولة لأنها، وكما يعرف الجميع، تتلقى مساعدات دولية خصوصا في إطار محاربة السيدا، وتحصل على منح موجهة بالأساس إلى مجتمع المثليين.
- لكنها حيثيات مفروضة من الخارج
- لا بالمرة
- في وقت سابق قلتم إن لكم أتباعا داخل المغرب وفي أحزاب سياسية وهو أمر أشارت إليه مجموعة من المواقع في شبكة الانترنيت...
- لجمعية كيف كيف موقع رسمي وحيد هو "http://www.gaymaroc.net"، وغير ذلك فهي مواقع تعبر عن أصحابها فقط، ومن الممكن أن تكون تابعة لخلايا "كيف كيف"، ومواقفها خاصة بها، لأن الصوت المثلي في المغرب غير موحد، نظرا لعددهم الكبير كما أن لبعضهم إيديولوجيا "شوية..."
- متطرفة؟
- نعم متطرفة
- ماذا تعني؟
- أعني أنها مجموعة تريد أن تقول "نحن موجودون، ونريد أن نخرج إلى العلن غدا، وليكن ما يكون"، وهذا أمر غير محسوب العواقب، ويمكن أن يضر بالقضية المثلية أكثر مما يفيدها.
- هل هم منخرطون في "كيف كيف" ويشكلون تيارا داخلها، أم منضوون تحت إطار آخر؟
- هم منخرطون في "كيف كيف".
- داخل المغرب أم في اسبانيا؟
- لا داخل المغرب، لأنه في إسبانيا الإشكال غير مطروح.
- في نهاية الأمر يتراجعون عن قرارهم...
- نحاول ما أمكن أن نوحد مواقفنا، ويمتثلون في النهاية إلى الموقف الأكثر انتشارا. والحمد لله نحن نعمل منذ 2004 وخضنا معارك كبيرة ...
- أرجوك لنبقى في موضوع "الناس المهمين" الذين يدعمونكم في المغرب
- (يضحك) هذا أمر يهمكم أكثر من أي شيء آخر
- كي أكون صادقا .. نعم
- أن يدعمنا أناس مهمون فهذا أمر بديهي...
- في عالم المال والسياسة؟
- نعم، فنسبة المثليين والمثليات في العالم حسب مؤسسة "الغا" تقدر ب10 في المائة من سكان الأرض، فمن الممكن أن نكون مهمشين في الشارع المغربي، ومع ذلك يكون لنا أتباع في مستويات أعلى. صحيح لنا أتباع وبيننا اتصالات ويدعموننا بشكل كبير، خصوصا في بعض المراحل الحرجة التي اجتزناها. وأتوقف عند هذا الحد لأني لا أستطيع تقديم معطيات إضافية.
- قلتم إنكم خضتم منذ سنة 2004 مجموعة من المعارك، ما طبيعة هذه المعارك؟
- تاريخ "كيف كيف" بدأ في سنة 2004 مع أحداث مدينة تطوان، والاعتقالات التي طالتنا. كنا نعيش كأقلية داخل المغرب، كما في العالم أجمع. كنا موجودين ولا أحد ينتبه إلينا أو يتحدث عنا. كنا في الحقيقة مرتاحين لهذا الوضع. الدولة لا تأبه لحالنا والمتطرفون غافلون عنا. ولكن في 2004 اعتقلنا بشكل ...
- كنت ممن اعتقلوا في أحداث تطوان؟
- لا، لكن مقربين إلي نعم، كانوا أعضاء من الجمعية، بل من مؤسسيها، ومنهم من هاجر إلى كندا، وآخرون رحلوا إلى فرنسا لأن حياتهم الاجتماعية في المغرب انتهت. البعض عرفت عائلاتهم حقيقتهم، وآخرون لم يعد بإمكانهم الذهاب إلى الجامعة، أو حتى الخروج من بيوتهم. لقد كانت أحداث تطوان بمثابة "هولوكوست" حقيقي، ولم نتمكن من تقبل الوضع، فخلقنا جمعية "كيف كيف"، التي رأت النور من أزمة.
وبعد هذه الأزمة اتحدنا وفي الآن ذاته مارسنا ضغوطات داخل المغرب وفي اسبانيا، كي يتم إطلاق سراح المعتقلين، وساعدناهم كي يحصلوا على حق اللجوء في بلدان مثل كندا وفرنسا واسبانيا.
----------------
بوكس:
من هي "كيف كيف"؟
تتكون جمعية "كيف كيف" من مجموعة مغاربة من المثليين والمثليات، ثنائيي ومتحوّلي الهوية الجنسية. يوحدهم هذا الإطار من أجل مواجهة الوصم والتمييز اللاحق، بسبب ميولاتهم الجنسية، ومحاولة الدمج بين الهوية الجنسية، وأسس الحضارة المغربية.
وتسعى الجمعية، حسب التعريف الذي وضعته على الموقع الإلكتروني الخاص بها بهم إلى العمل من خلال المجموعة على توفير المعلومات، وتصحيح المفاهيم، وخلق حيز آمن للمشاركة والتفاعل بيننا كمواطنين مغاربة ذوي ميول جنسي آخر".
ويرى مؤسسو "كيف كيف" أن مجتمعنا لا يزال يعتبر موضوع العلاقات الجنسية المثلية بمثابة طابو، "ويتعامل مع الهوية الجنسية المثلية، الثنائية والمغايرة وكأنها شذوذ، ''حشوما'' و''حرام'' على الفرد والعائلة. كما يسود الاعتقاد بأن المثليين والمثليات، ثنائيي ومتحوّلي الهوية الجنسية ناجمون عن مخلفات الاستعمار، وتأثير الحضارة الغربية رغم أن العلاقات المثلية في المغرب قديمة قدم التاريخ، وهي جزء لا يتجزأ من الثقافة المغربية، وآدابها وشعرها".
وترى "كيف كيف" أن الدستور المغربي ينص على أن "الدولة تتعهد بالالتزام بما تقتضيه مواثيقها من مبادئ وحقوق وواجبات" وذلك نظرا لعضويتها في منظمات منها الأمم المتحدة "وتؤكد تشبثها بحقوق الإنسان كما هي متعارف عليها عالمياً".ولكن رغم ذلك، و في تناقض واضح، تقول "كيف كيف" ينص الفصل 489 من القانون الجنائي على عقوبات على السلوك الجنسي المثلي بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاثة أعوام، وبالغرامة من 120 إلى 1200 درهم.
وتعتبر الجمعية تجريم السلوك المثلي بين البالغين بالتراضي ينتهك أشكال حماية حقوق الإنسان المذكورة في القانون الدولي. فالبند الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي صادق عليه المغرب، يحظر التدخل في الحق في الخصوصية. وأدانت لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة القوانين التي تُجرم السلوك الجنسي الطوعي باعتبار ذلك مخالفة للعهود الدولية الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية.
وعليه يعتبر مؤسسو "كيف كيف" أن إحدى الخطوات التي تم اتخاذها لحماية المجتمع المثلي بالمغرب إنشاء المجموعة في أواخر 2004، "بمشاركة ودعم عدد من الناشطين المغاربة الذين يتطوّعون بوقتهم وقدراتهم من أجل مساعدة المثليين على الاندماج في مجتمعهم ومواجهة آثار الاضطهاد والجهل الذي يسبب عزلهم عن محيطهم الطبيعي".

هناك 4 تعليقات:

  1. غير معرف8:42 ص

    na3lato lah wa 3alikokm,ntouma o li taide3mokom...

    ردحذف
  2. غير معرف10:09 م

    nahlatte allah wa alikoume atouridouna an yahoulla bicome ma halla bikaoume lottere

    ردحذف
  3. غير معرف10:11 م

    nahlatte allah wa alikoume atouridouna an yahoulla bicome ma halla bikaoume lotte

    ردحذف
  4. ,bveflkjdb11:37 ص

    Bonne Courage KIF KIF

    ردحذف