10‏/03‏/2009

بركاشي: المثليون يتلقون دعما ماليا من الخواص في المغرب


المنسق العام لجمعية "كيف كيف" قال إنه أحس منذ طفولته بالتعاطف مع الجنس الأنثوي
الجزء الثالث
أجرى الحوار جمال الخنوسي

- في أي إطار تعمل الجمعية التابعة لكم التي تستغلونها واجهة ؟
- لا يمكنني أن أفضح سرها، وإلا لن تبقى "واجهة" ل"كيف كيف"، إضافة إلى أن لنا تحالفات مع جمعيات مختلفة.
- بالنسبة إلى "معركة القصر الكبير"، هل خرجتم منها منتصرين" أم "منهزمين"؟
- لا يمكن أن أقول إننا انتصرنا لأن ما حدث نتجت عنه معاناة اجتماعية كبيرة، ولكن في نهاية المطاف أنا منسق جمعية محظورة تمكنت من الوصول لأزور المعتقلين، وأطمئن على حالهم، للتأكد من سلامتهم...
- دخلت بصفتك منسق جمعية "كيف كيف"؟
- ليس بالشكل الذي تعتقد، لكن كان لابد من التحايل بعض الشيء، وإجراء بعض الترتيبات، فتسير الأمور كما نريد. لكن الجميع كان يعرف من أنا وماذا أمثل.
لقد كانت معركة كبيرة وشهدت مواجهة حقيقية مع الظلاميين.
- والحصيلة؟
- الحصيلة إيجابية، والسجناء كانوا حقيقة في السجن، إلا أنهم كانوا يتمتعون بمعاملة خاصة، وفي آخر المطاف قمنا باتصالات مع أصدقائنا في المغرب وكان بيننا حوار غير مسبوق.
- وماذا كسبتم من كل هذا؟
- مكاسب سياسية كبيرة جدا.
- كنتم بين الفينة والأخرى تعلنون عن تنظيم مؤتمر في هذه المدينة أو تلك في المغرب خصوصا بالدار البيضاء ومراكش وطنجة، وفي آخر المطاف لا ينعقد أي شيء؟
- هذا تكتيك إعلامي (يضحك)
- نوع من جس النبض؟
- نعم، وفي آخر المطاف كنا ننظم مؤتمراتنا ولقاءاتنا ونختار دائما مدنا كبيرة مثل الدار البيضاء ومراكش وطنجة، كي تمر الأمور دون لفت الانتباه، خلافا للمدن الصغيرة كتطوان مثلا التي تكون مثار البلبلة وتشكل تهديدا لسلامتنا.
- هي مؤتمرات سرية؟
- ليست سرية بالمعنى المتعارف عليه، لكنها مؤتمرات بلا إعلان أو إعلام أوصحافة، ومع ذلك تتم في قاعات أو فنادق معروفة.
- باسم من؟
- باسم مجموعة "كيف كيف".
- وتتقدمون بطلب ترخيص من السلطة؟
- نعم وهذه أمور تتدخل فيها علاقات "كيف كيف" (يضحك)، هو نوع من الزبونية، الأمر سهل.
- متى وآين كان آخر اجتماع؟
- كان اجتماعا وطنيا عقد هنا في الدار البيضاء، ناقشنا فيه جدول زيارتي الرسمية ولقاءاتي مع مجموعة من الأطراف من جمعيات مثل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وبيت الحكمة وجمعية محاربة السيدا، وسفارات بلدان مختلفة، كما تجادلنا حول الخطاب الذي يجب تمريره.
- ما هي طبيعة اللقاءات التي أجريتموها مع السفارات المعتمدة في الرباط؟
- التقينا بالسفير الاسباني، وأجرينا لقاءات في السفارة الأمريكية، وكنا دائما نركز على أن تكون كل المساعدات التي تقدم إلى المغرب تهتم بجانب حقوق الإنسان.
- أليس لديكم ممثل دائم هنا بالمغرب؟
- أنا مقيم بين اسبانيا والمغرب أقضي تقريبا نصف سنة في كل بلد.
- ومن أين تتلقون الدعم المالي؟
- من جمعيات دولية، أما المغرب فلا نتلقى منه ولو درهما واحدا.
- لا تتلقون دعما من الدولة؟
- لا
- ولا من الخواص؟
- الخواص نعم.
- كيف؟
- هم أناس يتعاطفون معنا ويدعموننا ماليا.
- اسمح لي أن نتحول إلى شق آخر من الحوار، يتعلق بك أكثر وبشخصيتك.
- نعم.
- ماهي مهنتك؟
- أنا من الأعضاء القليلين داخل "كيف كيف" الذين وهبوا كل وقتهم للمجموعة، فأنا أدير مكتبا علنيا خاصا للجمعية في مدريد. يعني أني أدير في العاصمة الاسبانية المكتب العلني الوحيد في العالم لجمعية "كيف كيف". ونقوم بأنشطة متنوعة واستقبلنا كتابا معروفين مثل جورج عزي، وهو صديق لنا ومنسق "حلم" الجمعية اللبنانية للمثليين، وريما عبود، المنسقة الوطنية لمجموعة "أصوات"، المجموعة الفلسطينية للمثليات، واستقبلنا الراقصة "نور"...
- كيف كان تعاونكم مع "نور"؟
- "نور" متحول جنسي دافع عن قضيتنا كثيرا.
- كيف ذلك؟
- إنها تدافع عنا بعلنيتها وحضورها الإعلامي. فالمثليون في المغرب إعلاميون يعملون في القنوات التلفزية المغربية، وسياسيون وحقوقيون... هم مثليون لكنه أمر يخفونه ويتسترون عليه، لكن المتحولين جنسيا، مثل "نور"، لا يمكنهم ذلك، فهناك عمليات تجميل تدفعهم إلى خوض معركة العلنية، وهي معركة مهمة جدا .. أتعرف أن بعض المتطرفين كانوا يقولون إن لا وجود للمثليين في المغرب؟ هذا خطأ كبير! بل ليس خطأ بل جهل عظيم.
عمل "نور" وخروجها إلى العلنية هو في الحقيقة دور اجتماعي هدفه إيقاظ المجتمع من سباته ليعرف بوجود أقلية جنسية في المغرب.
أضف إلى كل هذا أن نور إنسانة مثقفة ولها معرفة بكل هذه الأمور، وهي تساندنا لكسب حقوقنا كاملة داخل المغرب.
- لا تقوم بعمل مواز آخر؟
- لا، أنا متفرغ للجمعية.
- سؤال ثقيل لكنه ملح ... كم عمرك؟
- 22 سنة، ولدت في مدينة الناظور وهي مدينة صغيرة كما تعرف، ويبدو علي العناد، ليس التشدد بل العناد، لأني عانيت كثيرا في طفولتي. فأن تترعرع في الناظور ليس كمن يترعرع في مدينة كبيرة مثل الدار البيضاء، فالمدن الصغيرة تتميز بعدم التسامح وجوها مشحون، ولذلك انتقلت من مدينة الناظور إلى مدينة طنجة.
- كم من الوقت أمضيت في الناظور؟
- ثماني سنوات، رحلت بعدها إلى طنجة.
- كم أمضيت في طنجة؟
- حوالي سنة، رحلت بعدها إلى إسبانيا.
- ذهبت إلى مدريد؟
- لا ذهبت إلى برشلونة أولا.
- كم كان عمرك؟
- عشر سنوات تقريبا.
- متى أحسست بميولاتك الجنسية المختلفة؟
- مع بداية سن المراهقة.
- عندما بلغت 12 أو 13 سنة؟
- نعم
- لكن ما طبيعة معاناتك قبل ذلك في مدينة الناظور؟
- في الحقيقة هناك سؤال كبير يطرحه جميع المثليين: هل نولد مثليين أم أن المحيط هو الذي يجعلنا على هذا النحو؟
- يعني هل المثلية طبعا أو تطبعا؟
- بالفعل، وأنا منذ طفولتي وأنا أحس بنوع من التعاطف مع الجنس الأنثوي، وأرى الطفلات صديقات، وعلاقتي بهم أكثر حميمية، ومحيطي كان يلاحظ كل هذا، وتسبب لي ذلك في الكثير من المشاكل. إنه شعور لم أكن أعرف له اسما من قبل.
----------------
بوكس 1
أورد بيان لمجموعة "كيف كيف" إطلاق أول مجلة تعنى بجمهور مثليي الجنس المغاربة.
وأعلنت المجموعة عن انطلاق مجلة ''مثلي'' الإلكترونية، وهي صفحات الكترونية تقدم مواضيع عن الهوية الجنسية، إضافة إلى مستجدات تعنى بالمجتمع المثلي المحلي باللغة العربية.
وحدد البيان الهدف الأساسي من هذه الوسيلة الإعلامية الجديدة "في فتح باب للحوار يعنى بمثليي الجنس عن طريق خلق مكان سهل الوصول وامن لتقديم معلومات دقيقة وحساسة وقيمة تهم المجتمع المثلي المغربي والعربي".
وقال محمد خربوش، منسق الإعلام والنشر بمجموعة "كيف كيف"،" إن التحدي الأكبر كان نجاحنا على مزج هويتنا المغربية بالهوية الجنسية. نأمل أن تكون المجلة الجديدة مكانا يجمع مثليي الجنس في المغاربة بعضهم ببعض".
وجاء في البيان أن المجتمع المغربي ما زال يحرم ويرفض حرية النقاش حول الهوية الجنسية ومثليي الجنس، وهي تمثل له مرضا وعارا على العائلة، و"النتيجة هي أنه من الصعب على مثليي الجنس المغاربة الإفصاح أمام الملأ عن هويتهم الجنسية.وفي الآونة الأخيرة، كانت المعلومات حول الهوية الجنسية ومثليي الجنس غير موجود باللغة العربية، وانعدامه أثر على خلق حوار بين مجتمع مثليي الجنس المغاربة وعامة المجتمع".
وحسب مريم بنبلة المسؤولة عن التواصل في "كيف كيف"، "من أهم أهداف المجموعة تطوير قناة إلكترونية ليستطيع المثليين والمثليات المغاربة الإطلاع على المعلومات التي تعنيهم والحوار بينهم بطريق آمن، وبناء شبكة اتصال اجتماعية بصورة سرية وشخصية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق