11‏/04‏/2008

نظيف: الفنانون الموظفون "هرسوا السوق"




تحدث في حوار مع "الصباح" عن ركود في الأجور منذ 2002 رغم الحراك الذي يشهده الإنتاج المغربي في التلفزيون والسينما
محمد نظيف منشغل كثيرا هذه الأيام بأمور عدة، تتجاذبه أفلامه القصيرة التي يقوم بإخراجها، والأفلام السينمائية التي يشارك فيها، والأعمال التلفزيونية التي يستعد لها، دون أن ننسى المهرجانات التي تشارك فيها أفلامه في المسابقات الرسمية.
في الحوار التالي يتحدث نظيف عن مشكلة الأجور في المغرب وعن تجربته الفريدة مع مسلسل "رحيمو"، وعن الأجور التي بارحت مكانها منذ سنوات وعن الفنانين الموظفين "الذين يحطمون الأجور".
- ما حدث في مسلسل "رحيمو" من مشاكل تدخلت القناة الثانية لحلها سابقة في التاريخ الفني؟
-- نعم، تدخلت القناة لحل خلافاتنا مع المخرج والمنتجة، وساعدتنا للحصول على أجورنا، وردت إلينا الاعتبار وكامل حقوقنا. وأظنها قامت بالأمر ذاته في مسلسل "وجع التراب". ومع ذلك فإن الكثير من التقنيين الذين اشتغلوا في مسلسل "رحيمو" ما زالوا لم يحصلوا على أجورهم، وأعتبر الخاسر الكبير في العملية برمتها هو مدير التصوير الذي مازالت الشركة المنتجة مدينة له بمبلغ 27 مليون سنتيم، دون الحديث عن الأجهزة والآلات التي تم استعمالها دون أن يحصل على ثمن كرائها.
- وكيف كانت الأجور في مسلسل "رحيمو"؟
-- تم التفاهم مع كل ممثل على حدة وقالوا للجميع إن كل الأجور متساوية في حين أن الأمر ليس كذلك وهو ما اكتشفناه في وقت لاحق. كان هناك من يأخذ أجره عن كل حلقة على حدة، ويتراوح بين 5 آلاف و10 آلاف درهم، وهناك من عمل ب"الفورفي". مثلا، تم الاتفاق معي على 10 ملايين سنتيم على أن لا تتعدى مشاركتي 15 حلقة. النجمة منى فتو كان أجرها أعلى لأنها شاركت في 30 حلقة، لتبقى الممثلة البلجيكية أكبر أجر في المسلسل لأنها حصلت على ما يقارب 28 مليون..
- رغم أن دورها لم يكن طويلا أو مهما..
-- يجب الأخذ بعين الاعتبار ان أجرها تلقته بالأورو. وبعد المشاكل وتدخل القناة الثانية لحلها، حصلت على أجري ولم أشارك إلا في سبع حلقات. إلا أن الملاحظ هو أن الحلقات الأخيرة كانت كارثية والعديد من الناس قالوا لي "عبرتي اللي متي في الأول".
- ما هي المعايير التي تتحكم في تحديد الأجر؟
-- الأجور تتراوح في ما يخص الأشرطة التلفزيونية بين 30 ألف و50 ألف درهم، والأشرطة السينمائية بين 50 ألف و150 ألف درهم حسب ميزانية كل عمل. والمسلسلات يحدد فيه الأجر حسب الحلقة أو "الفورفي"، فبالنسبة إلى الحلقة يبقى المعدل هو خمسة آلاف درهم (بين خمسة آلاف وعشرة آلاف).
بالنسبة إلي أضع السيناريو في الاعتبار الأول، ومدى جاذبية الدور وفي المركز الثاني أقيم مدى انسجامي مع فريق العمل ومدى رغبتي في الاشتغال مع فريق أو مخرج معين سأضيف إلى عمله وسيغني تجربتي. وفي الموقع الثالث يأتي الأجر.
أنا أفضل العمل في فيلم أكون راضيا عنه في ما بعد، وأتحمل مسؤوليته على عاتقي، هذا هو الأمر الأهم، ويكون لي أجر معقول على أن أقوم بعمل لست راضيا عنه رغم ارتفاع دخله، لأن ذلك سيسيء إلي حتما.
لقد ارتديت عباءة المنتج في وقت سابق، وأعرف في الوقت ذاته متطلبات الفنان لأني واحد منهم، لذلك حرصت دائما على وضع كل هذه الاعتبارات في حساباتي. لهذا وفرت لكل من اشتغل معي ظروفا جيدا وأجورا معقولة ومصروف الجيب يعني أن كل ما أطلبه أنا ممثلا أوفره للآخرين وأنا منتج.
من يتحمل مسؤولية الأجور الهزيلة؟
هناك ركود في الأجور منذ 2002 أو 2003 فرغم الحراك الذي يشهده المغربي لا بالنسبة إلى الأعمال التلفزيونية من أفلام ومسلسلات وسيتكومات أو بالنسبة إلى الأفلام السينمائية التي زاد عددها بشكل ملفت في السنوات الأخيرة ودون أن نغفل العدد الكبير من الأعمال الأجنبية التي تمنع فرص شغل لا يستهان بها، لم تتطور الأجور وبرحت مكانها دون سبب مقنع. يبدو لي من الطبيعي أن تواكب الأجور التطور إلا أن هذا التفاعل لم يحدث ولم يتغير شيء أضف إلى ذلك غلاء المعيشة وصعوبة الحياة.
في مسألة الأجر أنا حريص على شيء واحد، ومتحفظ عليه بشكل كبير، وهو عدم قبول دور رفضه زميل لي بسبب خلاف على الأجر لأني أتصل به دائما وأطلب الأجر نفسه الذي طلبه الزميل المنسحب أولا احتراما للفنان الزميل من جهة وحفاظا على أجر معين يأمن للفنان المغربي إنسانيته ويحقق له الحياة الكريمة. الجميع يعرف أن الفنان المغربي لا يطلب رغد العيش أو البذخ ونجومية هوليوود وأرقامها الخيالية، لكن في الوقت ذاته هناك مستوى يجب المحافظة عليه وعدم النزول به إلى الحضيض. أما المسؤولية فتتحملها أطراف كثيرة وجزء كبير منها على عاتق "الفنانين الموظفين"..
-"الفنانين الموظفين"؟
-- أقصد الذين يشتغلون في أعمال أخرى موازاة مع التمثيل أو العمل الفني، لأنهم يقبلون العمل بأجور متدنية لأن لهم دخلا آخر يضمن لهم العيش في حين أن الفنان المحترف الذي يعش بفنه يطلب أجورا أعلى، وبالتالي تكون فرص عمله ضعيفة وعملية التنافس غير متكافئة.
يجب التفكير في سبل جديدة للعمل مثل أن يعطى الدعم لعمل تلفزيوني أو سينمائي مع الأخذ بعين الاعتبار الممثلين الذين سيشاركون في العمل وتحديد أجورهم بشكل قبلي، وليس وضع القرار الأول والأخير في يد المخرج أو المنتج الذي يصنع ما يحلو له، والبعض منهم يقوم ب"الكراتاج" والاستعانة بالمبتدئين لتحقيق أعلى ربح ممكن. لقد اشتغلت في أعمال كنت أستحيي من الإفصاح عن أجري مقابل ما يحصل عليه آخرون.


في سطور
1991 تخرج من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط (الفوج الثاني)
1992 هاجر إلى فرنسا
1992 – 1993 حصل على دبلوم الدراسات المعمقة تخصص مسرح وفنون الفرجة بباريس
1997 أخرج أول مسرحية بعد دخوله مجال الاحتراف تحمل اسم "لجواد" لعبد القادر علولة، في نسختيها العربية والفرنسية. قام بعدها بجولة في كل من فرنسا والمغرب
2001 شارك في أول شريط تلفزيوني "تسقط الخيل تباعا" من إنتاج القناة الثانية وإخراج الشريف طريبق
2003 شارك في أول فيلم سينمائي يحمل عنوان "جارات أبي موسى" للمخرج عبد الرحمان التازي
2005 أخرج أول فيلم قصير له يحمل عنوان "المرأة الشابة والمصعد"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق