06‏/08‏/2009

"تيل كيل" تطالب بغرامة تهديدية في حق وزير الداخلية

إعادة طبع المجلتين بدون استطلاع الرأي وخسائر المؤسسة المصدرة للمجلتين تعدى المليون درهم
لم تصدر المحكمة الإدارية بمدينة الدار البيضاء إلى حدود الساعة الثانية بعد زوال أمس (الثلاثاء)، حكمها في القضية الاستعجالية التي رفعتها الشركة المصدرة لأسبوعيتي "تيل كيل" ونيشان" من أجل الطعن في قرار وزير الداخلية شكيب بن موسى القاضي بحجز العددين الأخيرين من المطبعة.
وطلب محامي الشركة المصدرة للأسبوعيتين، الأستاذ يوسف الشهبي، من وزارة الداخلية تمكين المحكمة من قرار التبليغ ونسخة من المجلتين من أجل تكوين قناعتها من الملف الموضوع أمامها، تحت طائلة غرامة تهديدية.
وكان مدير نشر الأسبوعيتين، أحمد رضى بنشمسي، نظم بعد زوال أول أمس (الاثنين)، ندوة صحافية بمقر المؤسسة من أجل إبراز ملابسات القضية وتداعياتها.
وقال بنشمسي إن استطلاع الرأي الذي حجزت بسببه الأسبوعيتان، جاء تتويجا لسلسلة مقالات حول العشر سنوات الأولى من حكم الملك محمد السادس، وهو ما كان سيصبح سابقة تاريخية في المغرب.
وأضاف بنشمسي، "إننا كنا نود أن نعطي الكلمة للشعب، بدل تقديم رأينا كصحافيين الأمر الذي قمنا به في مناسبات سابقة"، مشيرا إلى أن فكرة إجراء استطلاع للرأي كانت تراود هيأة التحرير منذ مدة، "إلا أننا كنا نعتبر أن المناخ لم يكن مناسبا، إلى أن ارتأينا أن مناسبة مرور عشر سنوات على حكم الملك تعتبر فرصة حقيقية لإجراء استطلاع الرأي هذا الذي كان إيجابيا جدا".
وعبر مدير نشر المجلتين عن استغرابه لقرار حجز "نيشان" وتيل كيل" نظرا للنتائج الإيجابية التي تضمنها الاستطلاع، مبرزا في الآن ذاته أن خسائر المؤسسة المصدرة للمجلتين تعدى المليون درهم.
وفي السياق ذاته أكد بنشمسي أنه "خلافا لما يظن الجميع فإننا نتمتع في المغرب بحرية صحافة لا نرى مثيلا لها عند جيراننا أو في الكثير من البلدان العربية والإفريقية، إلا أن هذه الحرية بلا ضمانة، تظهر أحيانا وتأفل أحيانا أخرى (...) وفي الوقت الذي كنا ننتظر فيه أن يطلع الآلاف من القراء على مدى تعلق المغاربة بملكهم، أصبح الملايين اليوم حول العالم يقرؤون كيف أن المغرب بلد غير ديمقراطي يمنع حرية الصحافة ويحجزها إلى حين".
وأكد بنشمسي أن عددا جديدا من "نيشان" و"تيل كيل" سيصدر اليوم الأربعاء في "نسخة معدلة" يغيب منها استطلاع الرأي الذي أثار هذه الزوبعة.
وارتباطا بالموضوع نفسه منع عدد يوم أمس (الثلاثاء) من جريدة لوموند من دخول المغرب لنشره نتائج الاستطلاع. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية يوم أمس (الثلاثاء) إن باريس "فوجئت" بقرار السلطات المغربية مصادرة صحف نشرت استطلاعا عن حصيلة عهد الملك محمد السادس، وأعربت عن أسفها لهذا القرار. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومين نادال "فوجئنا بهذا الإجراء الذي نأسف له".
وأجري الاستطلاع بين 27 يونيو و11 يوليوز بإشراف معهد متخصص، وشمل 1108 مغاربة فوق ال18 سنة، طرحت عليهم الأسئلة بالدارجة المغربية.
وكانت وزارة الداخلية أتلفت قرابة 100 ألف نسخة محجوزة من مجلتي "نيشان" (100 صفحة) و"تيل كيل" (140 صفحة) بين يومي السبت والأحد الماضيين، إذ استمرت العملية قرابة 24 ساعة شملت الليل كله بمقر المطبعة، بعد حجز العددين بسبب نشرهما استطلاعا للرأي أجري بالتعاون مع صحيفة لوموند الفرنسية حول حصيلة السنوات العشر الأولى لحكم الملك محمد السادس.وذكر بلاغ لوزارة الداخلية أنها حجزت العددين المذكورين "إثر نشرهما مجموعة من المقالات التي تمس بالمقتضيات القانونية الجاري بها العمل".
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق