18‏/12‏/2007

أفلام خالدة 1 : تصادم أو كراش


تصادم أو "كراش" فيلم درامي مؤثر ولا يمكن للمشاهد أن يترك قاعة السينما دون أن يشعر بالأثر البليغ الذي يتركه الفيلم في نفسه أو أسئلة مختلفة يبحث لها عن أجوبة. الفيلم حاصل على جوائز أكاديمية من إخراج "بول هاجيز". عرض أول مرة في تورونتو في شتنبر عام 2004، ثم عرض عالمياً في العام التالي. الفيلم من بطولة ساندرا بولوك التي قامت بدور "جين" وحصلت على جائزة أفضل دور من نقابة ممثلي الشاشة عام 2005 عن دورها في الفيلم، ودون تشيدل الذي أدى دور "غراهام"، ومات ديلون في دور الضابط رايان، وجينيفر إسبوسيتو قامت بأداء دور "ريا". حصل الفيلم على ثلاث جوائز أكاديمية في عام 2005، من بينها جائزة أوسكار لأفضل فيلم.
قصة الفيلم تدور حول أحداث تصادم بين سيارتين، وسرقة، وإطلاق نار على ضابط من مصدر مجهول في مدينة لوس أنجليس. فتتقاطع قصص مجموعة من الشخصيات في هذه المدينة الكبيرة، ويصف حالاتهم خلال 36 ساعة، إذ يجمعهم سوية من خلال حادث سيارة وإطلاق نار ومصالح مشتركة. يصور الفيلم معظم شخصياته على أنها تعاني من العنصرية والاضطهاد، لذلك فإنها تتورط بالمشاكل التي تدفعهم لاختبار انتماءات واضحة، من خلال ردود فعل هذه الشخصيات يحاول الفيلم أن يصور ويمتحن التوتر العنصري في الولايات المتحدة. وقد اعتبر الكثير من المتتبعين ونقاد السينما حول العالم أن فيلم "صدام" لم يكن أهلا للأوسكار لانه "فيلم عنصري"، وأن أكاديمية العلوم والفنون السينمائية سارعت بمنحه هذا العدد من الجوائز. وربما كان يكفيه جائزة أفضل سيناريو، لأنه كتب بتقنية عالية وحرفية متناهية، لكن مخرج الفيلم "بول هاجيز" حسب تلك الآراء ذاتها، يترك المجال مفتوحا لتحسينات عدة. فنظرته إلى الأجناس والأعراق توحي بأن زاده الأدبي والثقافي محدود. "فالشخصية التي يؤديها مات ديلون هي شخصية رجل شرطة يكره السود ويستغل عملية تفتيش يقوم بها لامرأة أمريكية من أصول أفريقية، لكي يهينها متحسسا جسدها كما يحلو له، لكنه وفي مقاطع أخرى، يمنحه تبريرات نفسية ومرجعيات ثقافية تجعله يبدو كما لو كان ضحية وليس جلادا ويدفع المشاهد للتعاطف معه".
الفيلم يصور بالأساس "تصادم الأعراق" والأجناس المختلفة في أمريكا، بإخراج بارع ينتقل من قضية إلى أخرى في سلاسة ممتعة. ويتحول سيناريو الفيلم من حال إلى آخر بذكاء. والمميز في الفيلم هو اجتماع ممثلين مميزين قاموا بتجسيد أدوارهم بكل براعة ليقدموا فيلما جميلا بكل المقاييس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق