19‏/12‏/2007

أفلام خالدة 5 : آلام المسيح


وضعت مجلة "فارييتي" الأمريكية فيلم "آلام المسيح" للمخرج والممثل "ميل غبسون" في المرتبة الأولى للأفلام الأكثر إثارة للجدل في تاريخ السينما على الإطلاق. وقالت المجلة إن تصوير "غيبسون" المروع لصلب المسيح والخيانة التي تعرض لها أشعلت حربا ثقافية غير مسبوقة في تاريخ هوليود. وأضافت المجلة إنه رغم الصخب الديني فقد تمكن فيلم "آلام المسيح" من حصد ما يزيد عن 370 مليون دولار أمريكي في سوق الولايات المتحدة الأمريكية عام 2004.
ميل جيبسون المولود في نيويورك في 3 يناير 1956. دخل كلية التمثيل في أستراليا وتخرج منها، ومباشرة دخل مجال التمثيل في التلفزيون المحلي في أستراليا وقام بتمثيل بعض الأدوار في بعض المسلسلات التلفزيونية هناك.
بدايته السنيمائية كانت سنة 1979، مع فيلم صغير في أستراليا هو "ماكس المجنون" ورغم أنه إنتاج استراليا إلا أن الفيلم نجح وكانت هذه بداية ظهور نجم جديد هو "ميل غبسون".
في البداية كان يقدم أفلام الحركة والعنف، لكنه في ما بعد ظهر في الكثير من الأفلام الرومانسية والدرامية، من أشهرها الفيلم الذي مثل فيه دور المناضل الأسكتلندي الذي ساعد على تحرير بلاده في فيلم "بريف هارت" الذي حقق نجاحا كبيرا.أما في فيلم " آلام المسيح" فيحاول رسم معالم معاناة "بونتيوس بيليت" في إيجاد جواب عن سؤال زوجته الذي طرحته عليه مستفسرة عن قراره في مسألة صلب السيد المسيح ودور اليهود في ذلك، لما شاب هذه المسألة من إحراج كاد أن يؤدي إلى وأد هذا العمل السينمائي الكبير. ولم تكن محاولة "غيبسون" هي الأولى في هذا الإطار، بل سبقتها محاولات سابقة حاولت سرد قصة الاثنتي عشرة ساعة التي سبقت صلب المسيح، كان آخرها فيلم "الإغراء الأخير" لمارتن اسكورسيزي سنة 1988، مما ترتب عنه توجه آلاف من المسيحيين المتعصبين صوب استديوهات شركة "يونيفيرسال" للإنتاج الفني، التي حاولت تهدئة الوضع وامتصاص الغضب، إضافة إلى وضع العديد من رجال حفظ الأمن في كثير من دور العرض، حتى أن مارتن نفسه استخدم حرسا خاصا يلازمه طول الوقت. بدأ النقاش حول فيلم "آلام المسيح" يدور في إطار خارج المفهوم الجوهري للفيلم، وعلى النقيض صار التركيز سطحيا، حول من الذي سيستفيد من عرض الفيلم (المسيحيون)، ومن الذي سيتضرر من عرضه (اليهود)، مرورا بكيفية تسويق الفيلم (أعداد كبيرة من التذاكر حجزتها المنظمات الكنسية لرعاياها)، وصولا إلى والد "غبسون" الذي صرح بأن معظم مذابح "الهولوكوست" لم تكن سوى من نسج الخيال، أما أكبر جلبة خلقها هذا الفيلم فهي الادعاء الذي يقول إن الفيلم يضع الملامة في مسألة صلب السيد المسيح المزعومة على اليهود بزعامة كبير الكهنة وجماعته، إذ يشير بشكل غير مباشر إلى مسؤولية اليهود ممثلة في زعيمهم. ويدعي "غبسون" أن روايته في الفيلم ببساطة لم تتعرض إلى إنقاص أو حذف، فهناك العديد من الفقرات الموجودة في الإنجيل حيث تشير إلى مسؤولية بعض كهنة اليهود في الوشاية بالسيد المسيح وتسليمه للرومان، كما أن هناك فقرات تؤكد على أن بعض اليهود قد اختاروا إطلاق سراح السارق "براباس" بدلا من السيد المسيح.
ساعتان وعشر دقائق من مأساة آلام السيد المسيح جسدتها رؤية "ميل غيبسون" الخاصة والجدية والواقعية والقاسية جدا. ساعتان وعشر دقائق من العذاب غير المحتمل في مشاهدة ما يجري، تقابله ثوان قليلة للقيامة كانت كافية لمنح الشريط الخاتمة الرائعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق