18‏/12‏/2007

أفلام خالدة 3 : كيل بيل


"كيل بيل" فيلم حركة يستغل روح أفلام "المونغا" اليابانية والروح الشرقية وفلسفتها في حبك سيناريو مبني بالأساس على الانتقام. ويأتي هذا الفيلم من أجل التأكيد على عبقرية مخرج اسمه "كوينتن تارانتينو" الذي برع في التحكم في مشاهد القتال والحركة السريعة وزوايا التصوير مع التدقيق في المشاهد القريبة.
الفيلم يحكي عن شخصية عرفت قديما باسم "بياتريكس كيدو" والبعض يعرفها ب"بلاك مامبا"، كما أسمتها الصحف "مذبحة العرائس" في ولاية تكساس.إنها امرأة ترتدي فستان زفاف أبيض، يبدو عليها أنها في الشهور الأخيرة للحمل، لكنها مغطاة بالدماء ويبدو، كأن الشيطان قد انهال عليها بالضرب، لأنها خرجت عن طريقه وأرادت أن تسير في الطريق الصحيح .هذه "العروس" قريبا تستيقظ من اللاوعي لتبحث عن قاتليها وتجعلهم يتعرفون على مذاق الانتقام المفضل لديها وكم هو بارد كالثلج فلن يروا أي مشاعر على وجهها عندما يكون طرف سيفها يشق طريقه في جسدهم كمحاوله لتطهيرهم من الجريمة أو على الأقل كإشباع لرغبتها في الانتقام .ككل من يبحث عن الانتقام فأول ما يتوجب عليها فعله هو وضع "قائمة الموت":
"أورن أشى" ، و"فيرنيتا غرين"، و"باد"، و"إيلي درايفر"، وزعيمهم السادي "بـيل"، ربما بالنسبة إلى المشاهد هذه مجرد أسماء، و لكن بالنسبة إليها، الوصول إليهم هي غايتها في الحياة. و"بيل" ليس مجرد رئيس فرقة الموت التي تختص في اغتيال أهم الشخصيات في أنحاء العالم وليس مجرد واحد من أهم تلامذة معلم الساموراي "هاتوري هانزو" وليس بسبب ساديته التي لا تعرف الرحمة، ولكن لأنه أول من حفر قبره وجعل "العروس" تقطع رقبته.لقد تمكن "تارونتينو" من الحفاظ على قدرته المعتادة على الدهشة والإدهاش، وهو كخرج أمريكي يعتبره الكثيرون أبرز موهوبي جيله، خصوصا منذ تحفته الفنية "بالب فيكشن" الذي نال جائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان قبل 13 عاما، ثم جائزة أوسكار أفضل سيناريو. والحق يقال إن موهبة تارانتينو برزت منذ فيلمه الروائي الأول "ريزيرفوار دوغز".
"كيل بيل" من بطولة النجمة "يوما تورمان" والممثل المخضرم "ديفيد كارادين".
يبدو أن النصيحة الوحيدة التي أعطاها تارانتينو لنسوته المقاتلات وممثليه هي "عليكم أن تكشفوا عن أفضل وجه لديكم". فأتقنت "تورمان" دورها بعد محاولتين سابقتين لها في أفلام الحركة لم تحققا نجاحا، ويتعلق الأمر ب"باتمان وروبين" و"المنتقمون"، كما تمكنت من تقديم حركة وأبانت عن مهارات تتجاوز قدراتها الجسدية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق