14‏/12‏/2007

سباع وضباع

سباع وضباع
علمتنا قصص الحيوانات وما كتبه ابن المقفع الذي أنطق السباع والضباع، الحكمة وأحوال بني البشر المثيرة للعجب أحيانا، والشفقة أحيانا أخرى، ومدعاة للضحك والتفكه في أغلب الأحيان.
المجال الإعلامي هو أيضا غابة موحشة بضباعها وأسودها وخفافيشها وحميرها أيضا. وكثيرا ما تهب القردة من مكانها لنصرة سيدها الذي أدميت جراحه، والدود على عرينه وخصلات شعره المشذبة، فتلعق قطرات الدم على جسده، وتقدم حياتها قربانا في سبيل كسب عطفه ورضاه، وتهب "أقلامها" سهاما ورماحا من أجل "الهدة" والحمية" للتشويش على الأعداء المفترضين.
وكان لنا في الأيام الأخيرة حزمة من الشخبطات خطتها مجموعة من النسانيس للدفاع عن سيدها أو من "صبي عالمة" يدافع على تموجات الراقصة الحذقة.
لقد أثارت فينا النوعية الأولى من روح التفكه والدعابة الكثير، لأن تلك الكتابات ذاتها، محتاجة أولا إلى بطاقة هوية رغم الإمضاءات الوهمية، وثانيا لأن دفاع النسناس عن رمز القوة في الغابة يضر بالأسد المستريح تحت الأشجار الوارفة وسمعته، أكثر من النسناس وما يقوم به، لأن "القرد ما يبقى غير قرد"، وضيع ينتمي إلى أسفل الهرم الحيواني، وكلامه فيه الكثير من رائحة الكحول، وطعم أحمر الشفاه، والكثير من "الفون دو تان" لتجميل القبح وإخفاء الندب.
أما ما قاله "الزميل" توفيق الدباب، فيبقى مدعاة للشفقة، فما أعرفه عن الرجل، وأنا أعرف عنه الكثير، أنه ينتمي إلى جنس العُقاب أو "طائر الموت" الذي لا يظهر إلا لينهش لحم الموتى وينخر الجثث يقوي بها رائحة الفم الكريهة، فينفثها سموما على صفحات جريدة زميلة، أو عنتريات من قلب الاستيهامات المشرقية.
وما لاحظه الجميع هو أن ضربات توفيق الدباب كانت "حنينة" وفيها ليونة وغنج، لا نعرف من أين حلت به هذه الطراوة والدلال، لقد فقد الرجل من فحولة قلمه الكثير، ولم يعد يقوى على اللكم، أو يتقن فن الضرب تحت الحزام. في تاريخ الدباب كله لم يكن له سوى خرجتان "كالمرأة الحاجبة"، خرجة ليعصف بزملائه في مديرية الأخبار مع أنه مسؤول في المديرية ذاتها، ويحتل منصب نائب مديرة قسم الأخبار سميرة سيطايل، فوقع فيهم خبط عشواء و"مرمد" بكرامتهم الأرض، وكأنه "صعصع زمانه". وفي المرة الثانية خرج على "الصباح" (بإيعاز من جهة ما) لكن مستواه هوى، وانحنى رأس قلمه من كثرة طأطأة الرأس والاستماع للأوامر. أو فقط لأن الكتابة مثلها مثل الرياضة، أو هي ضرب من ضروبها، يجب ممارستها والالتزام بقواعدها، لأنها لا تقبل الشريك أو الانشغال بضرب من أمور أخرى.
على أي الحال سلسلة إمارة مديرية الأخبار في "دويلة دوزيم" طويلة فإلى اللقاء في نشرة الأشرار القادمة.
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق