18‏/12‏/2007

أفلام خالدة 2 : فتاة المليون دولار


"فتاة المليون دولار" فيلم درامي حاصل على جوائز أكاديمية، أنتج في عام 2004، وهو من إخراج كلينت إيستوود وبطولته إلى جانب هيلاري سوانك، ومورغان فريمان. تدور القصة حول مدرب ملاكمة كبير السن عانى الكثير وتخرج على يده العديد من كبار النجوم الذين يجحدون وينسون فضله ما أن يلمعوا ويحققوا النجاح، ليسقط من جديد وينتقل إلى بداية المشوار مع ملاكم مبتدئ آخر، لكنه هذه المرة سيحاول مساعدة فتاة ملاكمة هاوية لتصبح محترفة.
ولد كلينت إيستوود في 31 مايو سنة 1930 وهو ممثل ومخرج ومنتج سينمائي أمريكي حائز على جائزة الأوسكار. يعتبر رمزا للسينما الأمريكية إن لم يكن رمزاً لأمريكا نفسها. في عام 2004 فاز بجائزة الأوسكار لأفضل مخرج سينمائي عن فيلم "فتاة المليون دولار"، وتم ترشيحه للفوز بالجائزة نفسها في 2007 عن فيلم "رسائل من إيوو جيما". اشتهر كلينت بأدائه لدور الرجل الحازم، خشن الطباع وحاد الذكاء في عدة أفلام منها سلسلة "هاري القذر" التي قام فيها بدور المفتش "هاري كالاهان" ودور الرجل الذي لا يحمل اسما في سلسلة "ثلاثية الدولار" للمخرج سيرجيو ليون .
وبجانب ايستوود نجد النجم الكبير "مورغان فريمان" الذي يقوم بدور مساعد المدرب العاشق للرياضة التي ما زالت تسري في دمه، وقضى عمره وهو يتعلمها في قاعة التدريب الرياضية، بجانب ايستوود.أما البطلة "هيلاري سوانك" فقد قفزت من خلال هذا الفيلم إلى النجومية وأدت بإتقان دور الإنسانة البسيطة المتألمة والمكافحة. حلمها كان احتراف الملاكمة، فالغضب في داخلها يحتاج إلى الخروج ، لكن لا يوجد من ينير لها الدرب الطويل. لا أحد يقبل بالفتاة التي تعدت السن الطبيعي للملاكمة، وأصبحت في الواحدة والثلاثين تقريبا وهو سن يمثل مرحلة اليأس الرياضي، تقضي الليالي الطويلة، تلكم كيس الرمل المعلق في قاعة التدريب.
ربح الفيلم أربع جوائز أكاديمية، من بينها جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وجائزة أفضل ممثلة لهيلاري سوانك وأفضل مخرج لكلينت إيستوود. القصة من تأليف الروائي جيري بويد الملقب بـ"إف إكس تولز"، والتي صدرت قبل الفيلم بعنوان "رورنز روب".
وقد اعتبر أحد النقاد الفيلم أنشودة و"حسا إنسانيا رقيقا، ناعما وأنيقا، وعزف هادئا مؤلما على وتر الوحشة، برع "إيستوود" في تقديمه. عزف بارع جعلنا ندرك قيمة الملاكمة "ماغي" بالنسبة إلى مدربها "فرانكي". والجميل في الأمر، أن الفيلم لم يعرض أية صورة للابنة الغائبة، بل اكتفى فقط بمجرد ذكرها عَرَضَا في بعض الأحاديث الجانبية، وذلك من أجل تسهيل مهمة احتلال "ماغي" لمكانها في الوجدان. إنها بصمات تكاد تكون خاصة بسينما "إيستوود" التي أضحت اليوم سينما خاصة وذاتية يحملها همومه ومشاعره وأفكاره الخاصة، وهي هموم توضح إلى أي مدى يشعر هذا العجوز المبدع بالوحشة، وإلى أي مدى هو يخشى الموت، هو الذي بلغ من العمر عتياً، وبات على شفا حفرة من العالم الآخر، عالم الخلود، الذي يخشاه هو الآخر، ويخشى مصيره فيه".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق