30‏/12‏/2007

التوجهات الملكية في واد ونشرة الأخبار تهيم في واد


مديرية الأخبار في دوزيم تسيء إلى المغرب وتقدم عنه صورة "جمهوريات الموز" بدل بلد الحداثة والديمقراطية

من المستحيل القيام بأي تحول كيفما كان نوعه دون أن تواكبه صورة تعكس إشعاعه وتقدم خطوطه العريضة وتوجهاته وأبعاده. ولسنا هنا في حاجة إلى تأكيد أهمية الصورة وقوة تأثيرها، وكيف تحولت إلى سلاح ذي حدين خصوصا مع ظهور الجهاز العجيب الذي يسمى التلفزيون.
ومن يتابع نشرة الأخبار في القناة الثانية يخرج باستنتاج رئيسي واحد هو أن هذه النشرة لم تتغير ولم تتبدل، وبقيت صامدة أمام الزمن ورياح التغيير رغم مرور ثماني سنوات على اعتلاء ملك شاب، ديمقراطي وحداثي، العرش في بلد علق على هذا التحول آمالا كبيرة فلم يخذله. إلا أن مديرية الأخبار بقيت في حالة شرود، وحافظت على عباءتها البالية وأسمالها الرثة التي ورثتها عن أيام غير المأسوف عليه إدريس البصري، ولم تواكب في شيء الانتقال المغربي إلى الألفية الثالثة الذي حمل الأمل في معايير الحداثة وقيم الديمقراطية التي تكفلها أعلى سلطة في البلد.
لقد حافظت مديرة الأخبار على قيم هوت، تعكس للعالم صورة مغلوطة عن المغرب مثلها مثل "جمهوريات الموز" و"كولو العام زين" و"اللي دوا يرعف" وغيرها من قيم "نيو-سطايل" أو (الشكل الجديد) الذي يشكله مهندسو الفشل في إمارة "مديرية الأخبار بالقناة الثانية.
ويكفي هنا أن نورد مثالين من شريط طويل أبطاله "أعداء المرحلة" لرصد الحوَل والشيزوفرينيا الإعلامية، ففي الوقت الذي تعرضت فيه مدينة الدار البيضاء الضربات الإرهابية الجبانة، وسالت دماء المغاربة الأبرياء في الشارع، كان وراءها فلول التخلف والفاشية، بقيت مديرية الأخبار "دايرة عين ميكة وودن فورميكة"، وخرج في ما بعد توفيق الدباب في برنامج "مباشرة معكم" على القناة الثانية، الذي يقدمه الزميل جامع كولحسن، و"فبرك" حلقة خاصة (لم لا وهو نائب مديرة مديرية الأخبار التي تسهر على البرنامج ذاته.. "من لحيتو لقم ليه")، في حملة لتلميع "كاشوشه"، وقال إنه ومديرية الأخبار "يحمون المغاربة من الصدمة"! وكأن المغاربة شعب قاصر ينتظر من الدباب وأمثاله أن يسقوه جرعات الدواء المر من أخبار وطنهم، ولم لا "يدير ليهم بامبرز حتى هو"! كل هذا في الوقت الذي كان فيه المغاربة "محنزين" وأيديهم على قلوبهم، أمام محطات أخرى مثل "الجزيرة" و"العربية" وغيرها يشاهدون نشرات أخبار غيرهم ليعرفوا أخبارهم. إنها عقلية الوصاية ذاتها التي أرساها عملاق الداخلية والإعلام.
القضية الثانية مرتبطة بالفضيحة الكبرى التي انفجرت عندما فبركت مديرية الأخبار في القناة الثانية "وقفة احتجاجية وهمية" أمام مقر مجلة "لوجورنال"، واكتشف المغاربة فيما بعد أن ما شاهدوه في نشرة الأخبار ليس إلا حادثا وهميا من إخراج خيال واسع وذمة ضيقة، يدخل في إطار تصفية حسابات استعملت فيه براباغاندا الصورة وتلفيق الوهم، مثلها مثل "صور أسلحة الذمار الشامل" التي عصفت بصدام حسين وقادته إلى المشنقة، أو الأخبار التي روجت لها محطة "سي إن إن" الأمريكية عن أطفال رضع رمت بهم قوات صدام في الشارع أثناء اجتياح الكويت، ليتبين في ما بعد أن الفتاة التي أعلنت الخبر باكية في بلاتو المحطة ما هي سوى ابنة سفير الكويت في الولايات المتحدة، وأن المسألة مختلقة من الألف إلى الياء.
بعد كل هذا نعود لنتساءل أية صورة نريد أن نقدم عن المغرب في زمن الأقمار الاصطناعية؟ وهل زمرة توفيق الدباب قادرة على إعطاء صورة للمغرب الحداثي والديمقراطي؟ وهل لمديرية الأخبار في القناة الثانية استراتيجية واضحة للتسويق السياسي لمرحلة حاسمة في تاريخه؟
سلسلة إمارة مديرية الأخبار في "دويلة دوزيم" طويلة، فإلى اللقاء في نشرة الأشرار المقبلة.
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق