24‏/09‏/2008

مستقبل مجهول ينتظر "ميدي 1 سات"


استقالة المدير العام بيير كازالتا والضائقة المالية التي تمر منها المحطة يزيدان في تأزم الوضع

استبعد مصدر مطلع توقف قناة "ميدي 1 سات" بسبب الأزمة المالية التي تمر بها المحطة، مشيرا إلى الوضع الجيوستراتيجي المهم الذي تمثله المحطة باعتبارها القناة الإخبارية الوحيدة في المغرب العربي. كما أنها ترمز إلى مشروع مغربي فرنسي حرص الرئيس جاك شيراك على إتمامه بشكل خاص.
ويرى بعض المراقبين أن حرص شيراك والمغرب على بقاء "ميدي 1 سات"، لا يعني توفر الرغبة ذاتها لدى الرئيس الفرنسي الحالي نيكولا ساركوزي الذي يستعد لإدخال تغييرات جذرية على الإعلام العمومي من خلال حرمانه من الإشهار، وكذا إخفاق تجربة فرانس 24 التي لم تنجح في تحقيق المرجو منها.
وقال مصدر من الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري إن التغييرات على رأس المحطة لا تهم الهيأة، بل هي حريصة فقط على التزامها بدفتر التحملات أو إعلامها بالتغييرات المحتملة في حصص المساهمين. كما أن الأزمة التي تمر بها "ميدي 1 سات" لن تؤثر في منح ترخيصين جديدين لإطلاق قناتين تلفزيونيتين خاصتين، وذلك لتباين الوضع بين المحطة المهددة بالإفلاس: قناة فضائية إخبارية مغربية فرنسية والقناتين المستحدثتين: أرضية ستتحول إلى "تي إن تي" عامة ومغربية مائة في المائة.
وذكر مصدر من داخل قناة "ميدي 1 سات" أن استقالة المدير العام أمر طبيعي للغاية، إذ أن مهمة بيير كازالتا كانت محددة سلفا في الزمن وفي الالتزامات، مضيفا أنه أمضى ثلاث سنوات على رأس المحطة ما بين شتنبر 2005 و شتنبر 2008، وهي المدة نفسها التي شملها التعاقد معه، إضافة إلى أن كازالتا أنجز المطلوب منه الذي حدد في ثلاث نقط أساسية هي أولا: خلق الظروف الملائمة لإنشاء "ميدي 1 سات"، وثانيا: نشييد مقر المؤسسة، وثالثا: تكوين الصحافيين والتقنيين وإطلاق القناة. وأضاف المصدر أن استقالة كازالتا أمر طبيعي بعد أن أدى مهمته، والمؤسسة تعمل بشكل عاد في انتظار قرار وشيك لمجلس الإدارة مفتوح على كل الاحتمالات.
وحسب دراسة أجريت حديثا فقد تمكنت "ميدي1 سات"، بعد مرور سنة واحدة من انطلاقتها الفعلية، من فرض نفسها في المشهد السمعي البصري العربي والدولي، باحتلالها المرتبة الثالثة ضمن القنوات الإخبارية المفضلة من قبل المشاهدين المواظبين على مشاهدة هذه القناة.وحسب دراسة أنجزها مكتب " بي ماركيتينغ " بالدار البيضاء، تبعا لمقاربة كمية لدى عينة ممثلة للسكان، فإن القناة تصنف ضمن القنوات الأولى الإخبارية سواء تعلق الأمر بالعادات الاستهلاكية أو الشعبية.ورغم حداثة عهدها ومقارنة مع القنوات الأخرى التي يعرف نشاطها سنوات من الخدمة، صنفت قناة "ميدي1 سات" في المرتبة الثالثة ضمن القنوات الإخبارية المفضلة من قبل المشاهدين المواظبين على مشاهدة برامجها بعد قناتي "الجزيرة" و"العربية" وقبل قناتي "أورو نيوز" و"فرانس 24" .وأبرزت الدراسة أن جودة البرامج والسبق الإخباري، يشكلان النقطتين الرئيسيتين القويتين اللتين تتميزان بهما هذه القناة، في حين أن الانتظارات الرئيسية تجاه "ميدي1 سات" تتعلق بتحسين تنوع البرامج والقرب أكثر من المغاربة ومن المواضيع التي يهتمون بها.وتظهر نتائج الدراسة، التي جرت على عينة تتكون من 895 مشاهدا مغربيا، بوضوح أن تركيبة القناة اكتسبت موقعا مرجعيا، في وقت وجيز وفي سوق يعرف تنافسا قويا.
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق