07‏/09‏/2008

"الهاكا" تتكتم على هوية حاملي المشاريع


تركت لكل متعهد مفترض الحق في اختيار إستراتيجيته الخاصة في التواصل

تحيط الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري أسماء حاملي المشاريع الجديدة الخاصة بالجيل الثاني من التراخيص بسرية كبيرة بعد أن أعلنت قبل وقت قصير عن فتح باب المنافسة لمنح تراخيص إحداث واستغلال خدمات تلفزية وإذاعية.
وقال مصدر مطلع إن "الهاكا" تعمدت التكتم الشديد على أسماء حاملي المشاريع ورفضت إدراج أسمائها في بلاغاتها حفاظا على المساواة في التنافسية بين جميع المشاريع، "نحن مؤتمنون على الملفات ولا يمكننا الإفصاح عن محتواها"، بالإضافة إلى أن مجموعة من الأسماء من الممكن أن تثير جدلا أو نقاشا سابقا لأوانه مادامت كل المشاريع مؤقتة ولن يتم الحسم في الملفات إلا لاحقا، "التاريخ المحدد الوحيد الآن هو 11 أكتوبر باعتباره آخر موعد لتقديم الملفات بالنسبة إلى المشاريع التي اجتازت مرحلة "القبولية القانونية"، على أن تحدد الهاكا بعد هذا الموعد تواريخ الجلسات كي يدافع حاملو المشاريع عن ملفاتهم".
وأضاف المصدر ذاته أن لكل حامل مشروع تكتيكه الخاص به في التواصل والتعامل مع ملفه، وهكذا اختار يونس بومهدي مدير إذاعة "هيت راديو" الكشف عن مضمون مشروعه التلفزيوني الجديد "نايضة تي في" في ندوة صحافية، وقال عنه إنه قناة تلفزيونية موسيقية موجهة إلى الشباب على وجه خاص.
كما أعلن جون كريستوف ليسترا، المدير العام للإذاعات الموسيقية لفرنسا والعالم التابعة لمجموعة "لاغاردير"، أن هذه الأخيرة مرشحة لإطلاق إذاعة موسيقية بالمغرب على موجة "إف إم". وذكرت يومية "لي زيكو" الفرنسية الاقتصادية، أن مجموعة "لاغادرير"، الرائدة عالميا في قطاع وسائل الإعلام، تأمل في توسيع نشاطها ليمتد إلى منطقتي المغرب العربي والشرق الوسط، وأنها بصدد دراسة إمكانية إطلاق علامة "فيرجين" خارج فرنسا. ونقلت الصحيفة عن جون كريستوف ليسترا تأكيده أن مجموعته تعتزم الحصول على موجات للبث في كل من بولونيا وسلوفينيا على الخصوص.
مدير مجموعة "نيو بيبلسيتي" كمال لحلو، أعلن بدوره عن مشروعه التلفزيوني الجديد "MFM TV" بل أكثر من هذا آثر "تطعيمها" (من الطعم) بأسماء وازنة من قبيل فؤاد عالي الهمة الذي "دعاه إلى الانضمام إلى مشروعه".
وكان الجيل الأول من التراخيص شهد السيناريو ذاته، إذ كانت لحاملي المشاريع حرية اختيار طريقة تعاملهم، فبيير كازالطا مثلا مدير إذاعة ميدي 1 والمحطة التلفزيونية ميدي 1 سات، اختار عندما وضع ملف المحطة التلفزيونية الدفاع عنه "بوجه مكشوف" وتواصل مع الصحافة بحرية وقدم التصريحات للقناتين الأولى والثانية وبدا واثقا من نفسه، إلا أنه بعد الإعلان عن حصوله على الرخصة والتوقيع على دفاتر التحملات أوصد أبوابه من جديد.
في المقابل اختار آخرون التكتم عن مشاريعهم والعمل في سرية كما كان الحال بالنسبة إلى التهامي الغرفي مدير محطة "أصوات" الذي رفض خلال منح الجيل الأول من التراخيص، التعامل مع الصحافة وأخفى وجهه عن كاميرات القناتين الأولى والثانية.
وأكد المصدر ذاته أن الإفصاح عن هوية حاملي المشاريع من الممكن أن يثير جدلا أو نقاشا "لسنا في حاجة إليه في الوقت الحالي، حتى لا نؤثر على السير الطبيعي للأمور"، ولذلك حرصت الهاكا على سرية الملفات كما حرص بعض حامليها على رفض أي تواصل، على الأقل خلال المرحلة الحالية، حتى لا يؤثر ذلك على مستقبل مشاريعهم".
وكان الجيل الأول من التراخيص عرف مفاجآت خلال جلسات الاستماع إلى حاملي المشاريع، فاكتشف المتتبعون في اللحظة الأخيرة أن ناصر حجي كاتب الدولة المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالبريد وتقنيات المواصلات والإعلام في عهد حكومة اليوسفي، كان مدافعا عن مشروع محطة إذاعية وكذلك الحال بالنسبة إلى يونس مجاهد رئيس الفيدرالية الوطنية للصحافة المغربية.
وتتداول وسائل الإعلام أسماء مختلفة المشارب والاتجاهات مثل فؤاد عالي الهمة نائب رئيس حزب الأصالة والمعاصرة ومؤسس حركة لكل الديمقراطيين، ومحمد منير ماجيدي الكاتب الخاص للملك، ويونس بومهدي مدير محطة "هيت راديو"، وكمال لحلو مدير مجموعة "نيو بيبلسيتي"، أي أنه على الأقل هناك اسمان يشتغلان في مجال "الميديا" اختارا التواصل بشأن ملفاتهما في حين فضل حاملو الملفات الأخرى التزام الصمت والتريث إلى حين.
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق