19‏/09‏/2008

البابوش المغربي يحرك إلى البرتغال


بعد هجرة الحمير إلى إسبانيا وتهريب طائر الحسون إلى الجزائر الحلزون المغربي يصنع سعادة السياح في البرتغال
لم تعد حكايات الحريك والتهجير إلى جنة الضفة الأخرى مقتصرة على الإنسان بل امتدت إلى الحيوان أيضا. وبعد أن "شبعت" أوربا من اليد العاملة المغربية إلى حد التخمة، وضعت يدها اليوم في "يد" الحيوانات المغربية التي سينتهي بها الحال على الموائد الاسبانية والفرنسية والبرتغالية أو ستنعم برغد العيش، و"تتفطح" بالماء الزلال والأكل الناعم والتطبيب والعناية، وستدافع عن حقوقها جمعيات شرسة آمرة وناهية ولها قوة وسلطة بلا حدود.
وقبل أسابيع تناقلت مجموعة من وسائل الإعلام قصة الحمير التي ستهاجر إلى اسبانيا ب"الوريقات" و "البطاقة الصحية" أيضا، إذ وقعت شركة سياحية من الأندلس بجنوب إسبانيا عقدا مع وكالة تجارية للوساطة في مدينة تطوان من أجل توفير ألف حمار محظوظ لاستخدامها في تنشيط السياحة القروية في منطقة الأندلس التي تشبه كثيرا الشمال المغربي من حيث التضاريس والمناخ.أكثر من هذا فقد وضعت الشركة الإسبانية شروطا صارمة من أجل احترام الحقوق الحمارية، إذ ستعامل الحيوانات المهجرة بمنتهى الرقة والرفق، ولن تعمل سوى ست ساعات يوميا فقط حفاظا على صحتها ونضارتها.وقبل أيام تناقلت وكالات الأنباء العالمية قصة الحلزون المغربي أو "البابوش" الذي يصنع سعادة السياح في البرتغال، ويعطي طعما ونكهة خاصتين للجعة الباردة أمام منظر البحر الخلاب والأجساد المترامية.
ولم يعد البابوش محتقرا ومسلوبا كما كان عليه الأمر في السابق، إذ كثيرا ما أطلق عليه المغاربة ظلما وعدوانا اسم "كروفيت المزاليط"، بل أصبح في الضفة الأخرى ذا همة وشأن ونظيرا ل"الكروفيت رويال" ومنافسا شرسا له. وتستهلك البرتغال وحدها 42 مليون حلزون، وتروج الشركات التي تستقر بين البرتغال والمغرب رقم معاملات يصل إلى مليون أورو.
واحتفاء بهذا الكائن الصغير "اللي دار كرون" في أوربا، تخصص البرتغال مجموعة من اللقاءات والمهرجانات على شرف "البابوش" موزعة على طول البلاد.
ولا تقتصر الهجرة إلى الضفة الأخرى من البحر فحسب، بل إن الثروة الحيوانية تهرب إلى الجزائر أيضا، وتتهددها تجارة ستؤدي إلى انقراضها إذا ما استمرت بالوتيرة نفسها. فطائر الحسون مثلا تشهد فصيلة منه حملة إبادة وحشية من الممكن أن تمحو هذا الطائر الجميل من وجه الأرض، إذ تشهد المنطقة الشرقية من المغرب حملة واسعة لاصطياد هذا الطائر وتهريبه بالألوف إلى الجزائر وإعادة بيعه من طرف شبكات أضحت تتخذ أبعادا دولية مقلقة، حسب ما أوردت جريدة "العلم". وطائر الحسون هذا المعروف في الجهة الشرقية باسم "المقينين" له مواصفات جمالية خاصة ويتميز بصوت عذب، كما أنه يتيح إمكانية التهجين مع أصناف أخرى من طيور الكناري والسبب وراء التحامل على هذا الطائر اللطيف هو الاعتقاد أن له قدرة عجيبة في تقوية الفحولة والقدرات الجنسية.
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق