15‏/09‏/2008

محمد مماد: الدراما الوطنية قوتنا الوحيدة

مدير البرامج في القناة الثانية قال ل"الصباح" إن المحطة ستجري تقييما شاملا لنتائج البرمجة الرمضانية سيعقبها تقديم تصور شامل لشبكة الموسم المقبل

أكد محمد مماد مدير البرامج في القناة الثانية ضرورة الاهتمام بالإنتاجات الدرامية الوطنية وتشجيعها من أجل منافسة القنوات الأجنبية معتبرا إياها "نقطة قوتنا الوحيدة وسبيلنا لدخول مضمار التنافس خصوصا إذا كانت هذه الدراما تعالج قصصا مغربية مستنبطة من الواقع المعيش القريب من المشاهد". مضيفا أن مدير القناة سليم الشيخ حريص على تتبع أطوار هذه الإنتاجات التي يحيطها بعناية خاصة.
وأكد مماد أن المشاهد المغربي أصبحت له عين متمرسة، وكون حسا نقديا، وغدا يمارس رياضة جديدة اسمها "الزابينغ"، الأمر الذي وضع القيمين على المجال أمام تحد كبير ومنافسة غير متكافئة في الكثير من الأحيان. "لقد أصبح المشاهد يقارننا بقنوات مثل "تي إف 1" و"إم 6" وقنوات خليجية أخرى لها ميزانيات ضخمة وتصرف البيترودولار بلا حساب". وأضاف، "إننا حققنا أرقاما قياسية هذه السنة ووصل معدل نسبة المشاهدة بين دوزيم الأرضية ودوزيم على الساتل إلى 33 في المائة، كما تمكنا من تحقيق أرقام قياسية خلال فترة الذروة مع عرض مسلسل اسمهان ثم كاميرا النجوم والسلسلة الفكاهية "امبارك ومسعود"، وهي أرقام مثبتة لدى مؤسسات لها سمعة دولية. القاعدة الذهبية بالنسبة إلينا هي أن المشاهد المغربي يعشق الإنتاجات الوطنية ويقبل عليها بكثافة. ومع شراسة المنافسة أصبحت القنوات التلفزيونية ملزمة بتحقيق نسب مشاهدة محترمة حتى تحافظ على ثقة المستشهرين الذين يمثلون مصدر دخلها الأساسي".
وحول شبكة البرامج الرمضانية قال مماد إن الأصداء مختلفة ومشجعة، "حتى الآن هناك من عبر بشكل صريح عن رضاه عن شبكة البرامج وأشاد بالتطور الحاصل، في حين عبر البعض عن العكس. وما لاحظته هو التباين الواضح بين ما يكتب في مثل هذه الجرائد ونسب المشاهدة التي تحققها بعض المواد المقترحة" ثم أضاف، "بعيدا عن هذا اللغط كنت أتمنى لو نوقشت الإنتاجات بشكل جدي ورصين، وشرحت مشاكل السمعي البصري وقدمت قراءة نقدية محترمة في إطار نقدي بناء".
وأكد ماماد أن القناة الثانية ستفرض مستقبلا تعاملا خاصا مع منتجي المواد التلفزيونية يراعي شروطا خاصة أهمها شرط تحقيق معدلات محددة من نسب المشاهدة مع مراعاة التمفصلات الزمنية لشبكة البرامج. "لقد أصبحت القناة تتوفر على برامج ناجحة لا يمكن التشكيك في جودتها مثل "éclairage" و"استوديو دوزيم" و"توبقال" و"Entre les lignes" وغيرها، والأمر ذاته يمكن أن يقال عن الأولى، لكن الخطأ الذي نقع فيه ونعترف به بكل صراحة هو أننا نتأخر في إعداد الإنتاجات الرمضانية وهذا أمر لن يتكرر، والرئيس المدير العام فيصل العرايشي ومدير القناة سليم الشيخ حريصان بشكل خاص على عدم تكرار هذه المسألة، من أجل توفير جميع الظروف الملائمة لإنجاح الأعمال والحرص على جودتها".
وحول أهمية شركات الإنتاج الخاصة أورد مماد أمثلة من التلفزيون الفرنسي، "كل ما تنتجه القنوات الفرنسية وكل المحطات المحترمة حول العالم هي الأخبار والبرامج الإخبارية، وغير ذلك من المواد يتكلف به القطاع الخاص وشركات إنتاج مستقلة. وعلينا من الآن مواكبة شركات الإنتاج الخاصة في مسيرتها وتطورها لأن غالبيتها شركات في أول الطريق وذات تجربة حديثة".
وشدد مدير البراج في القناة الثانية، على أن المحطة قطعت شوطا طويلا في الجانب التقني، "لم يعد لدينا أي مشكل من الناحية التقنية، وأصبحت لنا قنوات بجودة عالية في الصوت والصورة، والرهان الحقيقي اليوم يتعلق بالجانب الإبداعي، وهو تحد مرتبط بالمنتجين الذين يجب منحهم الوقت الكافي للتطور واكتساب التجربة والحنكة اللازمتين، لذا لابد من منح الجميع الفرصة لإثبات الذات والخلق والابتكار".
وقال مماد إن التفكير وإنجاز مشاريع الموسم الرمضاني المقبل سوف يبتدئ مع نهاية شهر رمضان الجاري، "وقع إجماع على هذا الأمر من أجل الوصول إلى جودة أحسن وتوزيع أدق لشبكة البرامج وإعطاء الفرصة للجميع من أجل الابتكار والخلق والإبداع. كما ستقوم القناة الثانية بإجراء تقييم شامل لنتائج البرمجة الرمضانية سيعقبها تقديم تصور شامل لشبكة الموسم المقبل التي سنسطرها بشكل علمي دقيق وحسب المعايير المتعارف عليها دوليا" مضيفا أن تسطير شبكة يكون حولها إجماع أمر معقد جدا، "لمدير القناة تصور مهني للقناة يروم عقلنة بناء شبكة البرامج مع مراعاة الخط التحريري والهوياتي للقناة والإمكانات المادية والبشرية المتاحة والاعتماد على الدراسات الميدانية استجابة لمتطلبات المشاهد ذي المشارب والأعمار والاهتمامات والسلوكات المختلفة، كل هذا في إطار احترام دفاتر التحملات التي التزمت بها دوزيم، وأملنا كبير في تحقيق نسب مشاهدة أعلى مما حققناه هذه السنة".
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق