26‏/05‏/2008

الرباط تحتضن أكبر حفل في تاريخ المغرب الفني


حضرته الأميرة لالة سلمى وحوالي مائة ألف متفرج من المغرب وخارجه

لن يكون من الطبيعي أن ينتهي مهرجان من حجم الدورة السابعة لمهرجان موازين إيقاعات العالم، بحفل عادي يحييه فنان من طينة "عادية". كان لا بد للمنظمين من البحث على لؤلؤة تليق بالحدث وتتوجه وترصع تاريخ إلى الأبد. كان لزاما للسهرة الختامية أن تكون مميزة بكل المقاييس، وأن تطبع الساحة الفنية المغربية، وتغدو هناك حفلات قبل موازين 2008 وأخرى بعدها، وكان لابد أيضا لهذه القطيعة من فنانة فريدة تعطي للمهرجان رونقه وتجعل ختامه مسكا في مسك. وبالفعل عطرت نسائم "لا ديفا" الأمريكية "ويتني هيوستن" ليل مدينة الرباط الذي احتفى بقدومها وعودتها إلى المغرب بعد أن كانت آخر زياراتها سنة 1985. فاستقبلها الجمهور الذي تجاوز المائة ألف متفرج داخل ملعب حي النهضة وخارجه بالصلاة والسلام على رسول الله، وكان تجيب بعربية مقطعة "شكرا موروكو".
غنت "لاديفا" أجمل أغاني ريبيرتوارها الحافل، وجعلت من المغرب نقطة تحول في مسيرتها الفنية الغنية، إذ عادت إلى إحياء الحفلات بعد ثماني سنوات من الانقطاع. وقالت للجمهور الذي كان لا يكف عن ترديد اسمها، "أحب المغرب، وسأعود إليه قريبا إذا رغبتم في فني".
وبدى على ويتني هيوستون نوع من السعادة وهي تعود إلى فرحة الخشبة ومتعتها، إذ لم تكف لحظة من الابتسام ومداعبة جمهورها وقالت في لحظة تأمل قوية بعد أن أخذتها الأنغام، "أحب الرب وأريد أن أناديه الله".
وآثرت النجمة العالمية أن تنهي حفلتها بأغنيتها الشهيرة "سأحبك إلى الأبد"، إلا أن الجماهير رفضت مغادرة الساحة واستمرت في ترديد "ويتني .. ويتني"، فرضخت الفنانة الكبيرة لرغبة آلاف المعجبين الذي أخذهم صوتها العذب القوي، وعادت إلى الخشبة ترتدي "تكشيطة" مغربية من تصميم المبدعة سميرة حدوشي.
ومر الحفل في أجواء من التنظيم المحكم وبدون أحداث شغب تذكر. كما تميز بإحكام جميع الترتيبات لتسهيل عمل الصحافة والصحافيين والتوفيق بين إملاءات مدير أعمال النجمة ومستلزمات التغطية الإعلامية.
هذا وزكى هذا الحفل البهيج حضور عدة أفراد من الأسرة الملكية على رأسهم الأميرة لالة سلمى التي تابعت أطوار الحفل بالقرب من الناس، وعكس وجودها إرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس تقديم هبة ملكية لمجموع الفرق المغربية الواعدة، أو التي أثبتت وجودها في الساحة، كما أكدت الاهتمام الذي يعطيه راعي الفن والفنانين إلى هذه الشريحة التي تقدم صورة إيجابية عن مغرب اليوم، وتزرع الحب في القلوب، وتنشر قيم السلام في المغرب وخارجه.
وفي الاتجاه ذاته التزمت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون بانتاج ألبومات وفيديو كليبات للفرق التي تمتعت بالهبة الملكية من بينها "هوبا هوبا سبيريت" و"جوديا" و"دركة" و"آش كاين" وغيرها من الفنانين الذين أثبتوا وجودهم في الساحة الفنية.
وانتهى المهرجان في جو بديع بعد أن جمع أكثر من مليون متفرج على مدى تسعة أيام وفي تسع أماكن متفرقة من المدينة حج إليها عشاق الفن والموسيقى الراقية من جميع أنحاء المغرب ومن إسبانيا والبلدان المجاورة.
جمال الخنوسي موفد الصباح إلى الرباط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق