29‏/05‏/2008

انقطاع الكهرباء يعيد البيضاويين إلى زمن الرومانسية


يستمر 18 ساعة ويشمل مناطق في الدار البيضاء والمحمدية

قبل سنة انقطع التيار الكهربائي في مدينة أمريكية انتشرت على إثره الفوضى ووقفت الدنيا ولم تقعد، وغدا الخبر مادة خصبة لكل وسائل الإعلام الأمريكية والدولية. وكأنه حدث عجيب أو كارثة عظمى تركز حولها الاهتمام، في الوقت الذي ينقطع فيه التيار الكهرباء على أحياء في مجموعة من المدن المغربية دون أن يتحرك أو يهتم أحد. وكثيرا ما تتسبب تلك الانقطاعات المفاجئة في "كوارث" بالنسبة إلى العائلات البسيطة التي تضيع على إثرها "ثلاجة جديدة" أو جهاز تلفاز لم يتمم رب الأسرة بعد سداد أقساطه.
وكان الحادث العارض في الدولة العظمى مناسبة لإحداث لجن للبحث والتقصي، والنظر في تبعات الكارثة الوطنية، وكأن المدينة التي غاب عنها النور سويعات قليلة أصبحت منطقة منكوبة، إلا أن الجميع انكب على نتائج هذا الانقطاع وما خلفه من ذعر وفوضى للمواطن العادي من جهة، وما ترتب عن ذلك من خسارات فادحة بالنسبة إلى الاقتصاد عموما والشركات والمصانع والمؤسسات الخاصة.
أما عندنا فبإمكان "ليدك" ومزودها المباشر المكتب الوطني للكهرباء أن يعلنا للزبناء، ودون أن تحمر لهما وجنات أو يرف لهما جفن، عن انقطاع في التزويد من المكتب لمدة 18 ساعة يوم الأحد المقبل من الساعة السادسة صباحا إلى منتصف الليل، وهي فترة سيكون فيها البيضاويون وسكان المحمدية مضطرين إلى لعب "الكارطة" بدل مشاهدة التلفزيون، وممارسة النميمة ليلا، والعودة إلى زمن الرومانسية "بزز"، إذ سيكون لزاما استعمال الشموع والقيام بالأعمال اليومية وتناول وجبة العشاء على نورها.
وسيؤدي قطع الكهرباء إلى توقف تزويد زبناء ليدك القاطنين في أحياء عدة من مدينة الدار البيضاء تضم جزءا من مقاطعات الحي المحمدي والصخور السوداء وعين السبع وسيدي البرنوصي وسيدي مومن. أما بمدينة المحمدية فسيشمل الانقطاع المنطقة الصناعية التي تشمل الحي الصناعي الجنوب غربي وعين حرودة على مستوى حربيلي وأولاد حيمون.
وحسب بلاغ وزعته ليدك فإن انقطاع التيار الكهربائي سيهم 67 مركزا للزبناء، و32 من مراكز التوزيع العمومي من أصل 602 مركز كهربائي تتزود عادة من البنية التحتية لمركز العيون الذي يمثل 20 في المائة من قدرة التزويد بالكهرباء في مدينة الدار البيضاء والمحمدية.
وعللت "ليدك" هذا التوقف بأعمال الصيانة والإنجاز المستعجل لأشغال تغيير برجين كهربائيين تابعين للمكتب الوطني للكهرباء لهما خط توتر 225 كيلو واط، يزودان مركز مصدر العيون.
ولن يبقى أمام "المتضررين" سوى اللجوء إلى "الطاقات البديلة" وستغدو "الفتيلة" سيدة الموقف، وستعود سوق الشموع إلى رواجها بعد زمن كساد طويل، وسيرجع لها وهجها عودة العاصمة الاقتصادية إلى العصر البدائي، وزمن اكتشاف النار. ولن يبقى أمامنا جميعا إلا أن نغني مع "الشاعر الشعبي"، "إلا تقاضى تريسينتي ضوي بالشمع البلدي"، وتلك دعوة قديمة إلى الرومانسية أعادتنا إليها "ليدك" قسرا.
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق