12‏/05‏/2008

إيران تضغط على المغرب لمنع "ميكيات"


فيلم "بيرسيبوليس" سيعرض في مهرجان مكناس لسينما التحريك والسفارة الإيرانية في سباق مع الزمن

ذكر مصدر من المركز السينمائي المغربي أن هذا الأخير توصل برسالة من السفارة الإيرانية في الرباط وصفها ب"شديدة اللهجة"، لمنع عرض الفيلم الفرنسي "بيرسيبوليس" في المهرجان الدولي لسينما التحريك بمكناس، بدعوى "العلاقات الحميمة" ووقوفا في وجه ما أسمته الرسالة "التحركات المشبوهة".
وأكد مصدر "الصباح" أن السفارة الإيرانية في الرباط تحاول الضغط على المغرب من أجل منع الفيلم، وتقوم بمجموعة من التحركات، وأجرت العديد من الاتصالات، واستنفرت "تيارات محافظة" من أجل ممارسة ضغوطات على المركز السينمائي المغربي ومنع الفيلم الكرتوني الذي يزعج "الملات" في طهران.
ومن المقرر أن يعرض فيلم "بيرسيبوليس" ضمن الدورة الثامنة للمهرجان الدولي لسينما التحريك (فيكام) الذي سينطلق يوم غد (الخميس) بمدينة مكناس ويستمر إلى غاية 16 ماي الجاري ضمن البرمجة الدولية للمهرجان.
واستغرب الكثير من المتتبعين "المجهود" الضائع الذي تقوم به الجهات الإيرانية لمنع الفيلم مادام "بيرسيبوليس" سبق عرضه في مدينة الدار البيضاء ضمن برمجة مهرجان الدار البيضاء السينمائي "كازا سيني" في السنة الماضية، إلا أن مصادر "الصباح" أشارت إلى أن مرد "القلق الإيراني" نابع من أن الفيلم مبرمج أيضا ضمن قافلة "فيكام" التي ستجوب العديد من المدن المغربية مثل فاس والدار البيضاء والرباط والقنيطرة ومراكش والصويرة وأكادير وآسفي والجديدة وطنجة وتطوان ووجدة، وهو ما سيحقق له صدى واسعا وانتشارا وتأثيرا كبيرين.
وكانت إيران احتجت على فرنسا عند عرض الفيلم في مهرجان "كان" باعتباره يقدم نظرة نقدية للثورة الإسلامية. وتساءلت إن كان اختيار هذا الفيلم عملا سياسيا مناهضا للثقافة، و"تواطؤا مع السياسات المنحازة للقوى المهيمنة". بل أكثر من هذا توجت فرنسا الفيلم بجائزة التحكيم لمهرجان "كان" الدولي للسينما، مناصفة مع المخرج المكسيكي كارلوس ريغاداس عن فيلمه "النور الصامت"، وهو ما شكل فشلا ذريعا للتحركات الإيرانية. وكانت إيران قامت بالمحاولات ذاتها لمنع عرض الفيلم في لبنان لكنها فشلت مرة أخرى في المهمة بعد أن تصدى لها المثقفون وقاموا بحملات مضادة ووقعوا على عرائض "تندد بالتدخل السافر في الشؤون الداخلية وقمع الحريات" ، ووصل الحد بالرئيس الإيراني إلى القول إن الفيلم معاد لإيران وللإسلام أيضا!
وتدور أحداث فيلم "بيرسيبوليس" في العاصمة الإيرانية طهران سنة 1978 من خلال قصة مرجان الصبية البالغة من العمر ثماني سنوات والتي تحلم بتغيير العالم وسط بلد يعرف تغييرا جذريا، فالصبية المحبوبة من والديها المثقفين والمرتبطة عاطفيا بجدتها، ستكون شاهدة على "الثورة" وسقوط نظام "الشاه". ومع قيام الجمهورية الإسلامية سيبدأ زمن "حراس الثورة" الذين يتحكمون في شكل ومضمون كل شيء. وستجد الطفلة الصغيرة نفسها في مواجهة الحجاب المفروض عليها. ومع انطلاق الحرب في مواجهة الجارة العراق سيبدأ القصف والمعاناة والحرمان وفقدان الأهل والأقارب. ووسط جو عام مكهرب تزداد حدة القمع يوما بعد يوم وفي الآن ذاته تصبح مواقف "مرجان" الثورية وصراحتها المعهودة، مزعجة وتشكل خطورة عليها وعلى عائلتها. ومن أجل حمايتها سيقرر أبواها تسفيرها إلى النمسا. وفي فيينا ستعيش "مرجان" ثورتها الثانية وعمرها 14 سنة ثورة اسمها المراهقة والحرية والحب وفي الوقت ذاته المنفى والوحدة والاختلاف.
الفيلم من إخراج الإيرانية "مرجان سترابي" والفرنسي "فانسون بارونو"، وتقوم بالأداء الصوتي لدور أم مرجانة الأسطورة الفرنسية كاترين دونوف.
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق