14‏/07‏/2008

"لالة العروسة" قمة "الاستبلاد" التلفزيوني


قبل أيام نشرت جريدة "الصباح" دراسة أنجزها الأمريكي "إيمانويل تود" خلصت إلى أن المغرب سيشهد ثورة اجتماعية سنة 2025.
من حسن حظ هذا البلد السعيد أن "إيمانويل تود" لم يشاهد قط التلفزيون المغربي أو "كحل" عينيه ببرنامج ل"لاواقع" اسمه "لالة العروسة"، وإلا كان الباحث المتمرس خلص إلى أن المغاربة سينقرضون، كما الديناصورات، قبل 2025 بكثير، وأن هذه الفصيلة من الكائن البشري ستنمحي من الكرة الأرضية بفعل الملل والرتابة و"الاستبلاد" المزمن.
من "كتب" عليه أن يرى برنامج الواقع الذي قيل لنا إنه مغربي "100 في المائة" يقصف مع انطلاقته بفقرات من الملل والرتابة، ومسابقات التقزز أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها "بليدة".
وفي زمن الفضائيات والساتلايت فإن هذه النوعية من البرامج تعطي صورة سلبية عن بلد يسير، على الأقل، نحو التطور، في وقت تقدم "لالة العروسة" صورة سلبية عن المغرب، ومرضا ذهنيا مزمنا من خلال مسابقات تافهة و"تفرج فينا أمة لا إلاه إلا الله" من المحيط إلى الخليج.
صحيح أن التلفزيون هو أولا وقبل كل شيء أداة للمتعة والترفيه، إلا أن مفهوم ال"إنترتايمنت" الذي يتحدث عنه مبتكرو الجهاز العجيب لا يقصدون به "الاستبلاد" و"التسطيح" و"السطيح" أيضا.
إن المشاهد لا يطلب أن يكون الزوج أو الزوجة "دائرة للمعارف" أو "موسوعة متنقلة" (الحمد لله أنه ليس شرط صحة في الزواج)، إلا أنه لا بد أن يكون هناك مستوى معقول أو حد أدنى من استعمال نعمة العقل في المسابقة، وطرح أسئلة مواتية بعيدا عن الأسئلة الصبيانية حول علم الدولة والعاصمة والعملة، أو من "يصبن" أحسن، أو من يستعمل أقل عدد من "سطولة" الماء، وإقحام "استهلك بلا ما تهلك" للملء الفراغات.
سؤال آخر يفرض نفسه يتعلق بالسبب الذي يجعل هذا البرنامج يفرض نفسه فرضا، وبهذا الشكل الملح كل سنة، وكأنه ركن من أركان التلفزيون، وهل تقف وراء ذلك نسب مشاهدة قياسية يحققها؟ أم في ذلك سر من أسرار دار التلفزيون العميقة؟
إن التغيير الحقيقي الذي يجب أن يعرفه التلفزيون المغربي هو تغيير العقليات ووضع استراتيجية واضحة لما نريده لهذا الجهاز العجيب وما نود أن نمنحه للمشاهد المغلوب على أمره الذي لا يملك سوى الاختيار بين طاعون هذه القناة وكوليرا القناة الأخرى.
جمال الخنوسي

هناك تعليق واحد:

  1. غير معرف3:08 م

    ياربي يبقاو الرجال حيت بهم منسواو وال وهما كذالك ومثال

    ردحذف