25‏/07‏/2008

القنديلي: ميتيران نصحني بالحفاظ على جذوري المغربية


مدير محطة "تري انيون" تحدث ل"الصباح" عن نية جزائرية لمنع وصوله إلى الرئاسة
عرف بالأساس بطلا رياضيا كبيرا وناشطا جمعويا هدفه تحسين صورة المهاجرين والأقليات في فرنسا، قبل أن يصبح ابن حي يعقوب المنصور بالرباط مديرا لمحطة "تري انيون" الإذاعية.
في هذا الحوار يتحدث خالد القنديلي عن تجربته الرائدة وتصوره الخاص عن هذه المحطة الجديدة من مسيرته الحافلة.
- أعلن عن انتخابك أخيرا رئيسا لإذاعة تري انيون (صلة وصل) فعرفنا بهذا الراديو؟
-- "تري إنيون" محطة إذاعية جهوية يغطي بثها منطقة ليون الكبرى وهي جمعية تأسست سنة 1981 أي في بداية انطلاق المحطات الإذاعية الحرة. ولتعريف الراديو يمكن القول بأنه راديو عام متنوع الثقافات واللغات يبث شبكة من البرامج والأخبار والموسيقى، تتمثل خصوصيته في اهتمامه بكل ماهو متعلق بالجالية والأقليات المتحدرة من مختلف الأصول والمقيمة في فرنسا.
من أبرز أهداف الراديو تنمية العلاقات الإنسانية بين فرنسا والمهاجرين على اختلاف أصولهم، وتوعيتهم بما لهم من حقوق وما عليهم من التزامات وتفصيل المساطر الإدارية والقانونية عن طريق بث برامج ذات طابع قانوني وتنظيمي، إضافة إلى تشجيع التبادل الثقافي في كل مناحي الحياة اليومية.

- كانت تربطك علاقة وطيدة بالرئيس الفرنسي الأسبق فرونسوا ميتيران الذي كان أول من أعطى الانطلاقة ل"Trait Union" كراديو حر؟
-- عندي احترام كبير للرئيس ميتران، وأستطيع القول إنه أول من استقبلني، وعلاقتي به طبعت مساري من خلال تشجيعاته ومساعدته وكذا نصيحته لي بأن كوني فرنسيا وأعيش في فرنسا لا يجب أن يقطع الصلة بيني وبين جذوري وأصولي. ففي سنة 1993 نظمنا ليلة التحديات بمشاركة وحضور الشباب المهاجر المقيم بالأحياء الهامشية، كما تم في السنة نفسها استقبال المجموعة من طرف الراحل الحسن الثاني بالمغرب، ونقل هذا الاستقبال على قناة TF1 الفرنسية، الشيء الذي لقي إعجاب الرئيس ميتيران و أسرلي أن الجيل الثاني والثالث للمهاجرين سوف يدرك بأن له جذورا ممتدة إلى وطنه الأصلي.
اليوم أستطيع أن أجزم بأن نصيحته كانت في محلها، ففي ظل خلق الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي للإتحاد من أجل المتوسط الذي يجمع بين الدول الأوربية على ضفة البحر الأبيض المتوسط ودول الجنوب على الضفة الأخرى من البحر، طُلب مني أن أحضر مجموعة من الأنشطة والتظاهرات في دول أوربية وعربية على ضفتي المتوسط وسيساعدني في ذلك محافظتي على الصلة مع جذوري ووطني إضافة إلى أن مساري الرياضي كبطل عالمي أهلني لإقامة علاقات ذات مستوى مهم في أغلب هذه الدول.

- كيف مرت عملية الانتخاب التي أفرزت نجاحك؟
- كنت عضوا في مجلس إدارة الراديو، وأقدم خدمات ومساعدات من خلال تجربتي وعلاقاتي، وككل سنة ينعقد الجمع العام للمجلس لتقديم التقريرين المالي والأدبي، وكنت فكرت سابقا في الانسحاب من المجلس بعد الجمع العام نظرا لانشغالي وارتباطاتي داخل المغرب غير أن المفاجأة جاءت عندما أعلن الرئيس السابق للراديو محمد مسوسة الفرنسي من أصل جزائري استقالته نظرا لاعتبارات عدة أهمها عامل السن (70 سنة) واقترح اسمي رئيسا لإدارة المجلس لقدرتي على تسيير الراديو وتعزيز أهدافه المتمثلة في تمتين أواصر التعاون بين كل المهاجرين بفرنسا. ورغم هذا الاقتراح أخد المسار الديمقراطي طريقه وأعلن عن فتح باب الترشيح وترشح الجزائري عبد الرحمان بنو غيدن الذي لم يكن هدفه خدمة الراديو ولا خدمة الأقليات والمهاجرين المقيمين بفرنسا بقدر ما كان دافعه منع مغربي من الوصول إلى منصب رئاسة الراديو واحتكار المقعد من طرف جزائريين. تم اعتماد طريقة رفع الأيدي للتعبير عن اختيار المرشح المزمع التصويت له، وتم ذلك بالإجماع.

- في تسيير إذاعة "Trait Union" هل سيكون هناك تحيز أو أفضلية لما هو مغربي؟
-- أولا أحب أن أشير إلى أن للمغرب مكانة كبيرة في الراديو لأن النشرات والبرامج الخاصة بالمغرب العربي أغلب مقدميها مغاربة، وكذا برامج شهر رمضان تقدم من طرف منشطين مغاربة. أما بخصوص تسيير الراديو فسأتبع دفتر التحملات المقرر من طرف الهيأة العليا للسمعي البصري في فرنسا، والتي تقر بأن "تري إنيون" راديو عام يمنح المكان لأصوات جميع الأقليات ويقدم معلومات للمهاجرين ويعرفهم بحقوقهم وواجباتهم مع بثه فقرات إخبارية وموسيقية وروبرتاجات متنوعة. ولن تفوتني الإشارة إلى أن ل"تري انيون" تعاقدا مع كل من راديو فرنسا الدولي RFI وإذاعة مونتي كارلو RMC، ومن ناحيتي سأضيف تعاقدات مع إذاعات أخرى مرتبطة بالجاليات المقيمة بفرنسا، أهمها الراديو الرسمي لكل من البرتغال وإسبانيا والمغرب والجزائر.
--------------------------------------
أجرى الحوار: جمال الخنوسي
-------------------------------------
في سطور
بطل العالم السابق في الفول كونتاكت والكيك بوكسينغ
من مواليد أحد الأحياء الشعبية (حي يعقوب المنصور) بالرباط
هاجر مع أسرته إلى فرنسا
أصبح بطلا لفرنسا وأوربا وبطلا للعالم سنة 1986
له عدة مبادرات ناجحة لتحسين وضعية الشباب المهاجر بفرنسا
أسس عدة جمعيات على رأسها "الرياضة لإدماج الشباب"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق