28‏/07‏/2008

رحيل يوسف شاهين عدو الرقابة المحافظة


زار مدينة تطوان وكرم في الدورة الرابعة لمهرجان مراكش الدولي

فقد الفن السابع واحدا من المخرجين الكبار بعد وفاة المخرج المصري يوسف شاهين عن سن ناهز 82 سنة في الثالثة والنصف من صباح أمس (الأحد) بأحد مستشفيات مدينة القاهرة. وأعلن التلفزيون المصري موت شاهين من خلال عرض الخبر مرفوقا بمشاهد من أهم أفلامه.
وقال نور الدين الصايل مدير المركز السينمائي المغربي إن السينما المغربية فقدا صديقا لها، "كما فقدت صديقا شخصيا لي ولمجموعة من الفنانين والمثقفين المغاربة، أعطى أعمالا ترسخت في المخيلة السينمائية لكل عشاق السينما".
وأضاف الصايل أن آخر أفلام شاهين "هي فوضى" عرض بمهرجان السينما الإفريقية بمدينة خريبكة قبل ثلاثة أيام بحضور كان بمثابة هدية من عملاق السينما المصرية.
وفي الاتجاه ذاته أكد الصايل على العلاقة الوطيدة التي كانت تجمع شاهين بمهرجان مراكش الدولي رغم عدم تمكنه من الحضور ضمن الوفد المصري الضخم الذي استقبل في الدورة الأخيرة بمناسبة تكريم السينما المصرية بسبب حالته الصحية، مشيرا بكثير من التأثر إلى أن شاهين هو من فرض بشكل حقيقي السينما المصرية بكيفية مستمرة ونتائج جيدة، "وغدا صلة وصل بين مصر والعالم الغربي ومنح للسينما المصرية بعدا كونيا ينقص أعمال السينما العربية عموما".
وكان شاهين زار مدينة تطوان وكرم في الدورة الرابعة لمهرجان مراكش الدولي للسينما سنة 2004، وحصل على النجمة الذهبية، كما افتتح فيلمه "سكوت ح نصور" أول دورة للمهرجان سنة 2001.
ووصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فقيد السينما ب"المناضل الكبير من أجل حرية التعبير".
وأثارت أفلام يوسف شاهين جدلا واسعا وتسببت في اعتصامات وخروج مظاهرات كما هددته جماعات المتطرفة بالقتل بعد اتهامه بالردة، ووجد نفسه أمام المحاكم بسبب تصويره للنبي يوسف في فيلمه "المهاجر" سنة 1994.
وعاش شاهين بين سندان معارضته للإسلاميين ومطرقة انتقاده للنظام المصري، إذ سخر من الإرهاب والأصوليين، وندد بالعنف وبالتعصب السياسي وانحياز وسائل الإعلام الغربية الذي يغذي الشعور بالكراهية ضد العرب، كما انتقد الرقابة المحافظة الممارسة من طرف الدولة والمجتمع.
وكان شاهين نقل إلى مستشفى في فرنسا حيث بقي شهرا كاملا إثر إصابته بنزيف في الدماغ في مصر غرق إثره في غيبوبة في 16 يونيو الماضي.
ولد شاهين في 25 يناير سنة 1926، ودرس بكلية فيكتوريا بمدينة الإسكندرية قبل أن يتوجه إلى الولايات المتحدة لدراسة الإخراج السينمائي بكاليفورنيا، ثم عاد إلى مصر عام 1950 حيث أخرج مباشرة أول أفلامه "بابا أمين" دون أن يعمل مساعدا كما جرت العادة في كثير من الأحيان.وفاز المخرج وكاتب السيناريو والمنتج يوسف شاهين، بجائزة الذكرى الخمسين لتأسيس مهرجان "كان" للسينما على مجمل أعماله عام 1997.
ولقب شاهين أيضا ب"مكتشف النجوم" إذ سبق له ان قدم عمر الشريف وجها جديدا فى فيلم "صراع فى الوادي" سنة 1954، وخالد النبوي في فيلم "المهاجر" سنة 1994، كما أعاد اكتشاف محسن محيي الدين في أفلام "إسكندريه ليه" سنة 1979 و"الوداع يا بونابرت" سنة 1985 و"اليوم السادس" سنة 1986 .
وخلف شاهين، الذي سيوارى جثمانه الثرى ظهر اليوم، ما يقارب 37 فيلما طويلا وخمسة أفلام قصيرة طيلة حياته المهنية، ونال عدة أفلام منها جوائز وترشيحات لمختلف الجوائز في العالم، من أشهرها "المصير" سنة 1987 و"الأرض" سنة 1969، فضلا عن "إسكندرية ليه؟" لكن فيلمه الأخير "هي فوضى" الذي شاركه فيه الإخراج خالد يوسف لم يحرز النجاح المتوقع له.
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق