14‏/07‏/2008

فداك عشب الدنيا يا "ريحانة"


لا يمكن للقوام الممشوق والسيقان الخيزرانية أن تفسد ملعبا كان حكرا على لاعبين أشداء يعيثون فيه فسادا

من قال إن المغنية الأمريكية "ريحانة" ستفسد عشب المركب الرياضي محمد الخامس؟ من روج لأخبار ستفسد على الآلاف من المغاربة فرحتهم؟ من أراد أن يفسد على آلاف الشباب والشابات، والشيب أيضا، سعادتهم وفرصة عمرهم؟ المراهقون البيضاويون يتساءلون عن السبب في تمرير هذا الخطاب الحاقد، فلا بد أن صاحب هذه الأنباء المغرضة لا يفقه شيئا في الفن والفنانين ولا في مقاييس الرشاقة والجمال، ولا في المتعة والترفيه على الشباب المكروب، ويفكرون للخروج في مسيرات احتجاج مضادة.
مناسبة تسريب هذه الأخبار المسمومة المنافية لأبسط حقوق الإنسان التي تضمن للمغاربة مشاهدة نجمة الموسيقى الأمريكية الجديدة، التي تعطر بصوتها حقول "البيل بورد" الأمريكي، وقوائم "الهيت باراد" حول العالم، وتدفع الملايين إلى حلبات الرقص في أشهر المراقص وعلب الليل، هو الحفل الذي ستحييه معذبة قلوب المراهقين بعد غد (السبت) بالمركب الرياضي محمد الخامس في قلب مدينة الدار البيضاء.
كيف يعقل أن تفسد "ريحانة" الخفيفة على القلب من النسيم العليل، ذات القوام الممشوق والسيقان الخيزرانية، ملعبا كان في وقت سابق حكرا على لاعبين أشداء يعيثون فيه فسادا بقاماتهم الضخمة، يحملون معهم أطنانا من الشحم واللحم والأحذية الرياضية الحادة والمسننة تملؤه جماهير هائجة تصيح باسم فريقها المفضل.
نحن نطالب هؤلاء المغرضين بتقديم اعتذار رسمي بسبب نشرهم أخبارا تمس كرامة المغنية الشابة وتخدش إحساسها المرهف، ف"ريحانة" مغنية مازالت في بداية مشوارها بالنظر إلى سنها الفتي، إذ لم تتجاوز بعد العشرين ربيعا، مع أنها حصدت جوائز عدة في أكبر المحافل الدولية وأصبح كبار المنتجين يركعون تحت أقدامها، ويتجمع الآلاف من المعجبين في كل ظهور لها يرددون اسمها وينتظمون في إطار نواد للمعجبين. لم لا فتلك هي "ريحانة" التي جعلت آلاف الأمريكيات والأوربيات يتشبهن بها، وينقلن "اللوك" ليصبحن رياحين صغيرة، مزهرة تملأ الدنيا بعبقها.
أمام البوابة الكبيرة للمركب السينمائي "ميغاراما" وقفت مجموعة من الشابات الأنيقات، تبين في ما بعد أنهن من الجالية المغربية المقيمة بهولندا قادهن الفضول للسؤال عن النجمة العالمية وعن أثمان تذاكر الحفل، "5 أورو، تقريبا فابور". استغربت الفتيات اللائي اعتدن على مشاهدة النجوم بأثمان باهظة، إلا أن تذاكر حفل "ريحانة" لا تنحصر في 50 درهما التي أثارت تعليقهم بل هناك 100 درهم و300 درهم و1000 درهم للمحظوظين أيضا الذين سيحتلون الأماكن "في أي بي".
وقبل أن تظهر "ريحانة" على المنصة الضخمة المنصوبة في المركب الرياضي، فإنها ستعقد ندوة صحافية ستلتقي على إثرها بالصحافة الوطنية والدولية المسموعة والمكتوبة والمرئية، وهو ما يشكل نقطة إيجابية بالنسبة إلى المنظمين من جهة وإلى النجمة الشابة من جهة أخرى. إلا أن ظهورها أمام الصحافة ليس مرده شجاعة النجمة فحسب، بل إن لهذه المراهقة "أنا" متضخمة تفوق "أنا" النجم الفرنسي "ألان دولان"، ولا بد أنها ستقهر الصحافيين والحاضرين بالحديث عن نفسها، إذ ل"ريحانة" قدرة هائلة للحديث عن "ريحانة" دون حشمة ولا حياء! لدرجة إصابتها بجنون العظمة.
فمن يجرؤ على القول إن "ريحانة" ستفسد عشب المركب الرياضي الذي كلف المغاربة المئات من الملايين؟ فداك الدنيا كلها سيدتي.
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق