23‏/07‏/2008

مريام فارس غنت "نداء الحسن" و"علاش يا غزالي" في البيضاء

ارتدت "القفطان"المغربي وحملت العلم الوطني وألهبت حماس 120 ألف متفرج

بعد "كازا آرت" و"كازا سينما" جاء دور "كازا موسيقى" لتعانق العاصمة الاقتصادية من جديد فنانين من المغرب وآخرين قادمين من جميع أنحاء العالم ليقدموا ألوانا مختلفة من الغناء والطرب والموسيقى. حدث فني احتضنته مدينة الدار البيضاء من 17 إلى 20 يوليوز الجاري وضم أسماء معروفة وطنيا وعربيا ودوليا، تسير في باب الانفتاح على الموسيقى العالمية والتجارب الفنية المختلفة.


لا أحد كان يعتقد أن هذه الفتاة البالغة من العمر 25 سنة ذات الملامح الطفولية قادرة على كل هذا، ولم يكن أحد يحسب جيدا الكم الهائل من الطاقة والحيوية اللتين تسكنان فتاة في عمر الزهور، إذ ما أن وصلت إلى المغرب حتى توالت المفاجآت من أجل إنجاح حفلها الأول المباشر مع الآلاف من المعجبين الذين حجوا إلى منصة سيدي البرنوصي للاستمتاع بأغاني نجمتهم المفضلة.
وأعلنت اللبنانية مريام فارس منذ البداية أنها تعد مفاجأة للجمهور المغربي تعبيرا عن حبها له، تليق بمكانته داخل قلبها. وبدت نجمة العرب منذ بداية يوم الحفل في حركة دؤوبة مصممة على القيام بشيء مختلف.
ظهرت مريام فارس على خشبة المسرح حوالي الساعة التاسعة والنصف مساء وحشود الجماهير مازالت تحج من كل حدب وصوب، وغنت مجموعة من الأغاني من ألبومها الجديد وخصوصا تلك التي لحنها الفنان مروان خوري مثل "أيام الشتا" و"أنا قلبي ليك" وكذا الأغاني المعروفة التي صنعت مجدها مثل "أنا والشوق" و"حقلق راحتك" و"ناديني" كما قدمت "مغنية الشباب الأولى" الأغاني التي تملأ المحطات الإذاعية والقنوات المتخصصة في الفيديو كليب في الآونة الأخيرة مثل "مكانه وين" و"أنا مش أنانية".
وفاجأت مريام فارس الآلاف من الجماهير عندما غنت رائعة المعطي بلقاسم "علاش يا غزالي" من التراث المغربي رددها طويلا الجمهور وتجاوب معها بشكل ملفت جعلها تقف على المنصة مشدوهة معبرة في الوقت ذاته عن سعادتها لهذا التبادل التلقائي والودي الذي اعتبرته علامة على حب المغاربة للفن والموسيقى.
وكانت قمة المفاجأة عندما ظهرت النجمة اللبنانية بقفطان مغربي من تصميم وابتكار الفنانة العالمية سميرة حدوشي، وأطلقت صوتها لأداء أغنية مغربية وطنية من ريبيرتوار السبعينات تحمل عنوان "نداء الحسن" وهي الأغنية التي ألهبت حماس الجمهور الذي تجاوز المائة ألف. وحملت مريام فارس الراية المغربية والتحفتها طويلا وأدت الأغنية وهي تحملها على كتفها مرددة، "صوت الحسن ينادي برمالك يا صحراء/ فرحي يا أرض بلادي أرضك صبحت حرة/ مرادنا لازم يكمل بالمسيرة الخضراء / الله الله الله".
وقبل أن تنهي النجمة اللبنانية حفلتها بعد أن منحت محبيها أكثر من ساعة ونصف من الطرب والموسيقى والرقص والمتعة فاجأت الجميع بتكريم لافت من نجمة الغناء والطرب إلى نجمة أخرى في ميدان الابتكار وتصميم الأزياء سميرة حدوشي إذ طلبت منها الانضمام إليها على الخشبة لتحيي الآلاف من المتفرجين الذين أبدوا إعجابهم بالقفطان ومصممته.
وعبرت مريام خلال الندوة الصحافية التي عقدتها في أحد الفنادق الكبيرة بالعاصمة الاقتصادية حوالي الثالثة والنصف من زوال أول أمس (الأحد)، عن سعادتها لزيارة المغرب، "عندما زرته لأول مرة لم أكن أعرف عنه الكثير، لكنني لما وصلت هنا واطلعت على الثقافة المغربية أبهرت بها وأصبحت كلما زرت بلدا عربيا أسأل الجميع "هل زرتم المغرب؟" كما أنصح كل اللبنانيين بزيارته لأنه فعلا بلد جذاب ويستحق الاهتمام. أما اليوم فأصبحت أعرف كل شيء عن المغرب، وعن الأغاني والأكل والموسيقى الكناوية والأزياء المغربية".
وحول مشروع التمثيل ودخول عالم السينما قالت مريام إن العرض الذي قدمه لها منصور الرحباني، قيد الدرس "وأنا سعيدة جدا بهذا التعاون مع الإخوان الرحباني والتصوير سيكون آخر السنة"، ثم أضافت، "في البداية كنت خائفة لكني استرجعت ثقتي لما ثمنت الثقة التي وضعوها على عاتقي".
وحول تقييمها للموسيقى المغربية قالت مريام، "أنا أصغر من أن أقيم الفن المغربي لأنه فن عريق الكل يشهد له بالجودة والأصالة". ووعدت مريام بأن يتضمن ألبومها الجديد أغنية مغربية، "لا أريد أن أعلن عنها لأن تفاصيلها مازالت غير واضحة".
وحول إمكانية تقديم أغنية مع فنان مغربي قالت مريام إن لها الشرف في التعامل مع أي فنان مغربي يأتي بالجديد ويضيف إلى مسيرتها الفنية، واعتبرت من ناحية أخرى أن ما يتردد عن عرض من ثري خليجي لمبلغ ضخم مقابل قضاء ليلة ساخنة معها مجرد شائعة لا تستحق التعليق عليها.
وحول المغنيات من جيلها مثل إيليسا ونانسي عجرم وهيفاء وهبي قالت مريام إن لكل واحدة منهن أسلوبا خاصا يجعلها تثبت هويتها، "وهناك أسماء أخرى مثل سميرة سعيد وأصالة ولطيفة لهن خصوصيتهن أيضا ما جعلهن يستمررن كل هذا الوقت".
وبخصوص تأثيراتها الغربية في رقصها وموسيقاها قالت مريام، "إن موسيقاي وأغنياتي تشبهني، "فأنا كما أحب أن أكون".
وتعد المطربة اللبنانية ميريام فارس من أبرز أصوات بنات جيلها، وكانت بدايتها الفنية في الرقص إذ تعلمت رقص الباليه وعمرها 5 سنوات وفي التاسعة من عمرها شاركت في برنامج المواهب الصغيرة الذي بثه تلفزيون لبنان وحازت على الجائزة الأولى.
هى من مواليد 1983 بالجنوب اللبناني، ودخلت المعهد الموسيقي الوطنيِ للموسيقى وعلم الموسيقى لمدة أربع سنوات وبعد ذلك درست أصول الغناء الشرقي لمدة 4 سنوات في الكونسرفاتوار الوطني اللبناني وفي السادسة عشرة من عمرها اشتركت ميريام في مهرجان الأغنية الشعبية اللبنانية، وفي السابعة عشرة اشتركت في برنامج "استوديو الفن" عن فئة الأغنية الشعبية اللبنانيّة وفازت واستطاعت أن تلفت إليها الأنظار.
أنتجت شركة ميوزيك ماستر ألبوم الفنانة الجديدة على الساحة الفنية مريام فارس وهي في العشرين من عمرها وحمل عنوان "ميريام" تضمن ثماني أغنيات أهمها "أنا والشوق" التي قدمتها في شكل كليب وظهرت من خلاله وهي تؤدي رقصات باليه متقنة. ثم أطلقت ألبومها الثاني، المعنون "ناديني ميريام" تضمن تعاونا مع الملحنين اللبنانيينِ والمصريين.
وفي الوقت الذي ألهبت فيه مريام فارس حماس آلاف المتفرجين احتضنت ساحة العنق أيضا حفلا شارك فيه كل من "جبارة" و"ساوث سايد جوني"، وشهدت خشبة ساحة الراشيدي حفلا شارك فيه كل من "ستيل سوس والرايس بيك" و"ولد الشعب"، و"ستيف راكا مان"، أما خشبة ابن مسيك فامتلأت بنغمات الموسيقى الشعبية مع كل من "حميد المرضي" و"عبد العزيز الستاتي". خشبة المحمدية تقاسمتها موسيقى "كناوة" وموسيقى "الفيزيون" مع المعلم عبد النبي وعبد الرحيم العسكوري وشهدت خشبة تيط مليل بمديونة حفلا لعبد الله الداودي، أما خشبة دار بوعزة بالنواصر فضمت كلا من الستاتي المذكوري و"فايف سطار"، في الوقت الذي شهدت فيه خشبة عين السبع نهائيات مسابقة رقص "البريك دانس".
واختتم مهرجان "كازا موسيقى" دورته الرابعة أول أمس (الأحد) بالشهب والألوان التي زينت سماء شاطئ سيدي عبد الرحمان بعد أن انتظرها طويلا جمهور غفير قبل أن ترسم لوحات الفرح بعد منتصف الليل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق